الصمت لا يعني القبول.

2024-04-14 20:44

 

المشهد السياسي الجنوبي كما يبدو للمراقب الحريص وما يجري على الساحة لا يسر المخلصين من أبناء الجنوب، كما أنه لا يوحي بأن القائمين عليه يضعون مصالح الشعب الجنوبي في الاعتبار أولا.

 

حالة الهروب إلى الأمام من بعض النخب الجنوبية واختيار الصمت الغامض وعدم المشاركة في الإدلاء برأيهم فيما يتفاعل على الساحة الجنوبية لا يعني تقبل ما يجري، بعدما رأوا أن أي حديث عقلاني فيما آلت إليه الاوضاع الاقتصادية و السياسية أو بخصوص العلاقة مع بقايا الشرعية والإقليم أصبح من التابوهات التي لا يسمح الخوض فيها إلا لفئة محددة أو شخص أو حتى أشخاص من أهل العصمة الذين تركوا لبعض أتباعهم الخوض في صغائر الأمور لإشغال الرأي العام الجنوبي بها، ربما فعلوا ذلك لأنهم أصبحوا مشغولين بأجنداتهم الخاصة بعدما تراجعت القدرات لديهم وظهر عجزهم القيادي في ابتداع مسارات تحافظ على استمرار اهتمامهم في الشأن العام.

 

 

إذا من أين يمكن لنا أن نبدأ بتذكيرهم بمسؤولياتهم؟

أهو من الحالة الاقتصادية البائسة التي وصل إليها ما عدا فئة السياسيين ومديري أعمالهم التجارية،

أم من حالة القلق المشروع و التيه السياسي التي يعيشها من حملوا أهداف استعادة وبناء وطن جنوبي في ضوء ما يرى ويسمع؟

أم مما يعانيه الناس من إنهيار الخدمات العامة لأسباب واهية لا يقبلها منطق، بينما تحول مئات ملايين الدولارات مصروفات سياحية لموظفي الشرعية الفاسدة وعائلاتهم من أموال عامة جهارا نهارا؟.

 

باختصار أن حالة الضيق العام والتعامي هذه لدى الناس لن تطول، وها نحن نقول "لا يزال في الحبل لفة" يمكن للقيادة الجنوبية الإمساك بها والقيام بمراجعة شاملة تحفظ مسيرة هذا الشعب الجنوبي الصابر من الخروج عن مسارها.

 

والله من وراء القصد.

خاص الأيام

 

https://www.alayyam.info/news/9S1ZXBT7-FVEM64-73E1

 

د. حسين لقور #بن_عيدان