*- شبوة برس - عبدالمجيد زبح
تهامة وأبناؤها دائمًا ما احترموا خصوصيات كل منطقة في اليمن ووقفوا بإجلال أمام تضحيات أهلها ودماء أبنائها الطاهرة فكما نكرم شهداء كل منطقة علينا أن نحترم أيضًا شهداء تهامة ودماء رجالها الذين دافعوا عن أرضهم وكرامتهم ولكن على الآخرين أن يدركوا هذا المبدأ ذاته وألا يحاولوا فرض رؤاهم على حساب تهامة
إذا كنت ترى في طارق عفاش بطلًا فهذا رأيك الشخصي ولكن ليس من حقك أن تصدر هذا الرأي باسم تهامة فأبناؤها أدرى بمن يكون البطل ومن يكون الخائن تهامة تعرف رجالها جيدا وإذا كنت مفتونا بطارق فعليك أن تجعل انطلاقته من منطقتك لا من تهامة أما إذا كنت ترغب في صناعة بطل فلتكن بطولاته من أرضك لا على حساب تهامة التي لن تقبل أن يفرض عليها من يهرب تاركًا ساحات المعارك ليعود فيما بعد باحثا عن مجدٍ ضائع
ترتفع بعض الأصوات اليوم لتكشف عن حقيقة باتت واضحة للجميع هذه الأصوات التي تروج لطارق عفاش وتسعى لتمجيده وكأنه المنقذ المنتظر تخون ذاكرة أبناء تهامة وتدوس على تضحياتهم عليهم معرفة أن تهامة ليست مجرد رقعة أرض تستخدم لتحقيق طموحات شخصية ولا ساحة تستباح لبناء الفلل على أنقاض بيوت أهلها الذين دفعوا ثمن الصمود والشرف .
طارق عفاش في عيون أبناء تهامة ليس سوى وجه آخر من عملة الخيانة تماماً مثل الحوثي كلاهما وجهان لنفس اللعبة القذرة التي دمرت الوطن وباعته لمصالحهم الخاصة فكيف لنا أن ننسى أن طارق كان مشاركًا أساسيا مع الحوثيين مساندا لهم بقناصاته التي قتلت الأطفال والأبطال على حد سواء في تخوم الخوخة وعندما حصل الصراع على المصالح وضاق عليه الخناق ترك المعركة وهرب ليلاً تاركًا خلفه بيته وأهله وحتى عمه الذي قتل عن بينما طارق كان يلوذ بالفرار
هذا هو البطل الذي يحاول البعض اليوم أن يصنع منه قائدا للجمهورية أي بطل هذا الذي يترك ساحة المعركة تحت جنح الظلام ويعود بعد أربعين يوما ليظهر أمام الإعلام بوجهٍ جديد إنه ليس أكثر من كومبارس في مسرحية هزيلة دوره الوحيد هو الاستعراض الإعلامي والهرب عندما يتطلب الأمر ذلك ، تماما كما فعل غالب القاضي من قبله طارق ليس سوى نسخة مكررة لا دور له سوى السعي وراء المصلحة أينما كانت سواء كانت بئرًا أو سلة غذائية أو خيمة
تلك الأصوات التي تسعى لتمجيد طارق عفاش وتقديمه كمنقذ يجب أن تفهم جيدا أن تهامة ليست ساحة لاستعراضات الهاربين من يرى في طارق وشلته الهاربين أبطالًا فعليه أن يوفر لهم أرضية للانطلاق من منطقته وليس من تهامة إن كان طارق صادقا في وطنيته فليذهب لتحرير صنعاء من صرواح أو إب أو الجوف أو صعدة أو الحوبان كلها أقرب لصنعاء من تهامة
المزاج الدولي يتغير والأبواب مفتوحة أمام تهامة وأبنائها إن أحسنوا الاختيار فتهامة ليست تلك الأرض التي يُفرض عليها قادة مزيفون ولا يمكن لأحد أن يتجرأ على تحويلها إلى قاعدة انطلاق لمشاريع شخصية فأبناء تهامة الأحرار يدركون أن استعادة حقوقهم وكرامتهم لا تأتي عبر تمجيد الهاربين أو تقديمهم كأبطال
ولمن لا يعرف تهامة لن تنسى ولن تغفر بسهولة لن تستغفل مرة أخرى ولن تسمح بأن تستخدم أراضيها لأجندات من هربوا من معاركهم الحقيقية فتهامة ستظل عصية على محاولات الترويض ولا يمكن أن تخدع بتسويق بطل هارب فر بليل تاركًا خلفه كل شيء طارق عفاش في نظر التهاميين لا يختلف عن الحوثي كلاهما قاتل ووجه لعملة واحدة عملة الخيانة والدماء
وفي النهاية نقولها بصوتٍ عال وواضح من يرى في طارق عفاش وشلته الهاربين أبطالًا فعليه أن يأخذهم إلى داره ويوفر لهم أرضية للانطلاق أما تهامة فهي حرة بأبنائها وستظل تناضل ضد كل من يحاول فرض أجنداته عليها تهامة ليست ساحةً للهاربين ولا ملعبا لمغامراتهم الفاشلة من أراد النضال فليبدأ من أرضه ومنطقته وليترك تهامة وأبنائها الأحرار وشأنهم