*- شبوة برس – عبدالمجيد زبح
في الأيام القادمة، يستعد أحرار تهامة لإحياء ذكرى السابع من ديسمبر، اليوم الذي خلّدته الذاكرة التهامية كبداية لمسيرة النضال والتحرر من هيمنة الطغيان الحوثي-العفاشي. هذه الذكرى ليست مجرد محطة زمنية في تقويم التاريخ، بل هي صرخة حرية وشهادة ناطقة على عظمة التضحيات التي قدمها أبناء تهامة لاستعادة كرامتهم وأرضهم. تحرير أمخوخة لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان شعلة أضاءت طريق التحرير الكامل، ورسالة واضحة بأن تهامة تقف بصلابة أمام كل محاولات القمع والتهميش.
في السابع من ديسمبر، سحتفل أحرار تهامة بذكرى تحرير أمخوخة، ذلك اليوم الذي بات علامة فارقة في تاريخ النضال التهامي. ليس لأنه فقط شهد كسر شوكة الطغيان على الساحل التهامي، بل لأنه جسد ملحمة شعب أصيل يقف في وجه مشروع كهنوتي زيدي ظالم حاول طمس الهوية وسلب الحقوق. أمخوخة ليست مجرد معركة في سلسلة طويلة من الأحداث، إنها بداية ثورة تهامية مقدسة، ثورة أضاءتها دماء الشهداء الطاهرة التي أبت إلا أن تنطق بالحرية وتعلن أن تهامة ليست لقمة سائغة لقوى الظلم والطغيان.
إن تحرير أمخوخة ليس حدثًا منفصلًا، بل هو عنوان لمسيرة طويلة من الصبر والثبات، مسيرة انطلقت من جرح عميق أصاب تهامة على يد مليشيات الحوثي-العفاشية. هذه المليشيات التي لم تكتفِ بالهيمنة على مقدرات الشعب التهامي، بل سعت إلى اجتثاث كيانه وطمس هويته. ومن هنا، جاءت معركة أمخوخة كإجابة تهامية حاسمة على هذا المشروع المدمر. لقد أثبتت تلك المعركة أن تهامة لا تنحني، وأنها قادرة، بعزم أبنائها وسواعد رجالها، على انتزاع حقوقها مهما كان الثمن.
تهامة، وإن لم يتحرر كل ترابها بعد، تمضي بثبات نحو هدفها الأكبر. تحرير أمخوخة كان البداية، لكنه ليس النهاية. إنه رسالة واضحة بأن شعب تهامة لن يرضى بأنصاف الحلول، ولن يستكين تحت مظلة الاستبداد. وهذه الثورة ليست وليدة لحظة عابرة، بل هي امتداد طبيعي لتاريخ طويل من الكرامة والصمود. إنها ثورة ضد الطغيان الذي يرتدي عباءة المذهبية حينًا، والقوة الغاشمة حينًا آخر. لكنها في جوهرها ثورة الإنسان التهامي من أجل الحياة والحرية والكرامة.
ما يميز هذه الثورة هو أنها تنبع من روح الأرض ووجدان الشعب. وإنها ليست ثورة مستوردة ولا حركة مُفتعلة، بل صوت تهامة الذي ارتفع عاليًا، ليقول إن أبناء الساحل التهامي هم أصحاب الأرض وأسياد القرار. هذا النضال ليس ضد مذهب بعينه، بل ضد مشروع استعماري داخلي يسعى إلى محو تهامة من خريطة الوجود. ومن هنا، تكتسب هذه الثورة بعدها المقدس، لأنها تدافع عن حق الحياة، وعن جذور الهوية التهامية التي لن تذبل مهما حاولوا اجتثاثها.
نحن على مشارف الذكرى السابعة لتحرير أمخوخة، نجدد العهد لكل شهيد وجرحى النضال وكل حر أبيّ حمل على عاتقه أمانة الدفاع عن تهامة. نؤكد أن النضال مستمرة، وأننا على درب التحرير ماضون، لا نتراجع ولا نساوم. النصر لا يُهدى، بل ينتزع، وتاريخ الشعوب الحرة يشهد أن الحرية دائمًا تأتي بثمن، وأن تهامة، بعزيمة أبنائها، على استعداد لدفع هذا الثمن حتى آخر رمق.
تهامة ستتحرر، ليس برغبات الآخرين ولا بدعم المتخاذلين، بل بأيدي أبنائها ورحالها، الذين أثبتوا أنهم أعمدة هذه الثورة وجنودها الأوفياء. إننا نؤمن أن الغد يحمل معه وعدًا كبيرًا، وأن تهامة الحرة ستعود لتستعيد مجدها، وستقف شامخة، تُلهم الأجيال وتكتب صفحات جديدة في تاريخ الحرية.
#الذكرى_السابعة_لتحرير_امخوخة
#تحرير_امخوخة_7ديسمبر
#ثورة_تهامية