لا يمكن تغيير الواقع السيئ لمجرد تغيير فلان عوضا عن فلان

‏لدي قناعة شخصية راسخة تنطلق مع مراقبتي الدقيقة كصحفي وباحث أنّ الحكومة اليمنية الحالية بمعظم شخوصها لا يمكنها تغيير الواقع السيء لمجرد تغيير فلان عوضا عن علان. 

الخلل استراتيجي يكمن في أولا: الإدارة السياسية للحكومة، حيث لم تتشكل هوية هذه الحكومة بشكل ناضج، فلا هي حكومة حرب ولا هي حكومة إدارة وبناء.

ثانيا: النظرة العامة لمستقبل الجنوب والاستقرار فيه، التي تذهب نحو إغراق الجنوب في الأزمات لمواجهة نفوذ القوى الجنوبية التي تسعى لاستقلال الجنوب عن الشمال. 

ثالثا: أكبر معظلة إلى جوار الفساد واللوبيات والفشل الإداري، هو وجود القرار السياسي والاقتصادي في الرياض أكثر ما هو في عدن. وهذا بحد ذاته عطل كثير من التقدّم وخلق تضارب في كثير من القرارات، بما في ذلك قرار الحرب والسلم مع الحوثيين.

ومن أجل تغيير هذا الواقع لا بد من إعادة تشكيل المشهد بطريقة مختلفة قائمة على مبدأ كل طرف يدير مسؤولياته وفقا للواقع الذي أفرزته الحرب بين الجنوب والشمال. مع وضع قواسم مشتركة لمواجهة التحديات المشتركة والتوافقات ذات الصلة في الملفات المستقبلية. 

لا يمكن لقرار شمالي أن يدير الجنوب ولا يمكن لقرار جنوبي أن يحرر الشمال. 

ولا يمكن لقرار إقليمي أن يسهم في استقرار طويل المدى في الجنوب والشمال دون احترام استقلالية وسيادة السلطات المحلية ودون فهم طبيعة الواقع السياسي المتشكل وجذوره. 

إياد قاسم