تلاعبكم بالدول العظمى سيؤدي إلى تمزيقكم ياخبرة

2025-05-03 20:58

   

يلاحظ استماتة أصحاب مشروع دولة الجند على التمسك بفرض الوحدة اليمنية المقبورة على شعب الجنوب وكثرة أحاديثهم عن انفصال الجنوب وإنكار هويته الجنوب العربي    ودعم مشروعات تقسيم الجنوب العربي..  طبعا مثل هكذا مواقف لها أبعاد كبرى تتلخص في رغبة جامحة ظلت مكتومة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ومعاهدة مدروس عام 1917 التي وضعتهم ضمن استقلال المملكة المتوكلية الهاشمية في 2نوفمبر1918 وتخلي والى صنعاء محمود نديم بك عنهم  وتسليم الامام من بقي من الجيش التركي بعتاده للامام يحيى حميد الدين  وتم ضم تعز وتهامة  الادريسي الى تلك المملكة الشمطاء المتعطشة للتوسع .. 

 

لقد كانت الرغبة لدى قيادات ذلك الإقليم المسمى باليمن الاسفل تتمحور حول رغبتين الأولى أن تقام دولتهم المستقلة والثانية أن يتم ضمهم إلى مناطق النفوذ البريطاني الجنوب العربي غير أن موقف والي تركيا خيب آمالهم وتطلعاتهم  ورفض بريطانيا ضمهم الى مناطق نفوذها (الجنوب العربي)  مما جعلهم لقمة سهلة للامام ومصدر تعييش لجيشه  ودافعين للمكوس والجبايات  لاغير.. 

فهم انفصاليين إلى العظم ولكن لهم أهدافهم الخاصة ووسائلهم الخاصة وبطرقهم الخاصة إذ تراهم يدعمون انفصاليات في الجنوب وفي الوقت نفسه يوصمون الجنوب العربي بالانفصال لمطالبته باستكمال فك الارتباط بعد فشل مشروع الوحدة اليمنية وطبعا ليس حبا في الوحدة اليمنية  ولكن لتحقيق رغبتهم في انفصال الإقليم الاسفل الشافعي عن الاقليم الاعلى الزيدي أو مايسمونها احيانا (بالهضبة )..  وبكل وضوح يمضي اليمن السياسي الذي تخلق باتفاق معاهدة مدروس  عام1917 ومعاهدة باريس عام1916إلى التمزيق وارضيته موجودة من خلال تعدد عرقياته وطوائفة  ومذاهبه وكثرة مظالمه..  وليس أمام  القيادات الرشيدة في هذا اليمن السياسي للحفاظ على وحدة اراضي  المملكة المتوكلية الهاشمية ووريثتها الجمهورية العربية اليمنية  من منقذ بعد الله  غير اعترافهم بدولة الجنوب العربي الفيدرالية بجوار حسن والتزامهم  بكافة المعاهدات الدولية  بين الجنوب العربي وبين  اليمن السياسي ووقف اللعب بالدول الكبرى في الإقليم وفي  مجلس الأمن الدولي ..ووضع حدا سريعا  للخلافات المفتعلة والتخادم الذي بات مكشوفا للجميع.

 

الباحث/علي محمد السليماني