من السهل إن تطرح أفكارًا ومطالبًا لكنها إذا لم تقدّم حلولًا عملية واضحة تظل أفكار عائمة ، فالاغلب الاعم من الجنوبيين مجمع علي أهمية حل القضية الجنوبية بشكل يرضي أهلها ويحترم حقوقهم وكرامتهم لكن بعض من ينتقدون بلغة حادة لا يباشرون التعامل مع مراكز القوى السياسية المؤثرة محليا وإقليميا ودوليا بعضهم ينقد الانتقالي نقد عداء وهذا حقهم فمن سنن الكون اختلاف الناس ، وهذا لن اناقشه في هذه العجالة ، ومنهم من ينقد نقد أداء وهذا حق ايضا لكن على قاعدة "اعدلوا"
إداء الانتقالي ليس مثاليا لكن قضيته ليست قطعة ارض يحدد ابعادها بالقلم والمسطرة ، قضية لم تكن قبل هذه الحرب دولة مستقلة حتى نقول انه ضيّعها انما قضية تناضل باستماتة لنيل حقوقها الوطنية ومرّت بمراحل ومنعطفات سلمية ومقاومة ثم نضال سياسي يتأثر سياسيا واستراتيجيا وسلما وحربا بما يدور في ساحة الحرب ، فهناك طرفية الأحزاب اليمنية تسعى بجد لبقاء الجنوب جزءا من اليمن ، وهناك قوى اقليمية تسعى لتحقيق مصالحها ، وكذا نخب جنوبية ارتبطت بمصالح مع الشمال ، وايضا الحرب وتداعياتها ، وكذا التدخل والتداخل الاقليمي والدولي الحاصل الان في الجنوب ، هذا جزء من شكل اللوحة المتداخلة لكيان الجمهورية اليمنية بكل تشابكاته واشتباكاته والجنوب مازال جزءا منه
الكل يرفض التبعية لكن العالم ليس مركز رعاية اجتماعية مجانية بل دول لها مصالح وهذا يتطلب جهودا وعلاقات سياسية ودبلوماسية وعسكرية وحقوقية وعلاقات دولية واقليمية تؤسس قناعات دولية واقليمية للقضية كما يتطلب استيعاب الاختلاف والمناورة تحت سقف استعادة الجنوب فظروف استعادتها لن تتاح في لحظة تاريخية واحدة
لغة النقد الحاد "مهما صدقت" لن تستعيد الجنوب خاصة وهي لغة لا تقدم استراتيجية واضحة ولا حلولا ولا تصوّرا بل أفكار عائمة مليئة في أغلبها باحتكار صوابية الراي واننا قد نصحنا بكذا وقلنا كذا دون اخذ الظروف التي شكّلت الراهن السياسي / العسكري بكل أبعاده وتعقيداته وليس انتقادات انشائية بل يجب أن تُبنى استراتيجياتها على فهم عميق للتعقيدات المحلية والإقليمية والدولية وتتطلب جهودًا سياسية وعسكرية وحقوقية مع استيعاب للاختلاف والمناورة تحت سقفها ولغة بناءة تسهم في بناء التوافقات بدلاً من التشنج واحتكار الرأي
9يونيو 2025م