إسرائيل لاتجيد الا الحرب الخاطفة والحرب المطولة ترهقها وربما تقضي عليها..
ماقامت به إسرائيل من قصف مفاجئ وخاطف ضد أهداف إيرانية كان بإيعاز غربي لإرغام إيران على الجلوس للتفاوض على برنامجها النووي..
ربما تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن لإسرائيل..
إسرائيل والغرب يرون في إيران اليوم إحياء للإمبراطورية الفارسية وهذا بالنسبة لهم خط أحمر..
إسرائيل تريد من إيران إن تكون دولة طائفية مذهبية تهدد جيرانها ..
هذا الامر يرضيها ويرضي دول الغرب..
لكن عندما تحاول إيران أن تعيد مجد الإمبراطورية الفارسية فذلك أمر مغلق لإسرائيل والغرب وخاصة إذا ماتخلت إيران عن حربها العقائدية مع العرب..
الحرب الظاهرة اليوم حرب الإمبراطوريات الكبرى إيران ليست منها ، فقط تحاول قدر الإمكان أن تحيي مجد الإمبراطورية الفارسية...
التكتلات الحاصلة اليوم ظاهريا صراع الإمبراطوريات الغربية مع الإمبراطوريات الشرقية ..
صراحة كان الهجوم الإسرائيلي على إيران إيذانا بإحياء تلك الإمبراطوريات بمسميات حديثة..
الصين وطريق الحرير..
الروم والحروب الصليبية..
إستدعاء الماضي لأهداف الحاضر فأمريكا والغرب استدعت الماضي الروماني.. الأهداف الواضحة القضاء على المنشأ الحديث للإمبراطورية والسيطرة التامة على موارد الطاقة وقطع الطريقين التجاريين للصين ..
حزام وطريق عبر باكستان وايران..
وطريق الحرير البحري عبر باب المندب..
اذاً نرى ان باكستان أعلنت وقوفها إلى جانب إيران من منطلق إسلامي بينما هو في الحقيقة من منطلق تحالفي مع الصين للحفاظ على حزام وطريق التجارة الصينية الشرقية.
الصين استدعت الماضي فهي بحق اليوم امبراطورية عظمى تخشاها أمريكا وحلفائها واحتمال دخولها الحرب مع إيران حيث لايبقى أمرا مخفيا ، الغاية هو البقاء ففي حالة تدمير إيران فهذا يعني تدمير الصين..
روسيا أيضا تستدعي ماضي الإمبراطورية في إسترداد أراضيها التي وزعها جوزف ستالين على بعض القوميات من منطلق دمج القوميات وإذابتها في قومية واحدة إسمها القومية السوفيتية لكنها فشلت فعضت القوميات على تلك الاراض بالنواجذ وخاصة القومية الأوكرانية التي هي أصغر قومية في منظومة الإتحاد السوفيتي السابق..
روسيا هدفها الاول تحييد أقوى دولة في صراعها داخل أوكرانيا وهي أمريكا ولتكن أي نوع من التفاهمات مع أمريكا أوكرانيا مقابل إيران...
لكنها عند شعورها بأي خطر أو خداع امريكي غربي ستكون في دائرة الإحتياط مرشحة أكثر للإنظمام الى التحالف الشرقي..
التحالفات بدأت بالظهور المحور الغربي والمحور الشرقي وهذا ماتبحث عنه إسرائيل فوجودها ليس لبناء البشرية بقدر ماهو لإشعال الحرائق في كل مكان..
حماقة نتنياهو في حرب خاطفة ستجعله يتجرع المر مع شعبه..
ستتجرع إيران مرارة الحرب مرغمة لكن لديها القدرة على الصمود لفترة أطول وليس لدى إسرائيل القدرة على الصمود لما تجلبه لها الحرب من دمار وازمة اقتصادية وهجرة شعبها الذي لايؤمن بإنتمائه للإرض التي يحتلها..
لذلك فقد استدعت إسرائيل الإمبراطور ترامب لحمايتها من إيران كما فعلت سالفتها إسرائيل القديمة بإستدعاء الإمبراطور الروماني ديكيوس لحمايتها من الإمبراطورية الفارسية القديمة..
ونحن أمام تحالفات المحور الشرقي في وجه المحور الغربي والصراع بين إسرائيل إيران هو الذريعة..
ولم يتبقى إلا من يشعل فتيل الحرب العظمى إذا أصرت كل المحاور على المواجهة وضاعت الحلول وضاع العقل والحكمة..