لا يختلف اثنان على أن ظاهرة إطلاق النار في المناسبات ظاهرة مدانة من جميع فئات وشرائح المجتمع، نظرًا لانتشارها في كل المحافظات دون حلول رادعة.
إنها ظاهرة مرعبة، عنوانها إقلاق السكينة العامة، وزعزعة الأمن والاستقرار، فضلًا عن آثارها السلبية المباشرة على كبار السن، والأطفال، والمرضى، والمعاناة التي تصاحبها، خصوصًا في أوقات متأخرة من الليل.
إنها أصوات مزعجة تجعل الإنسان يعيش أجواء الحروب، حيث التنافس في كثافة الإطلاق وكأننا في جبهات قتال، دون أي اعتبار لمشاعر الحاضرين أو المدعوين.
واللوم هنا يقع أولًا وأخيرًا على صاحب المناسبة، فهو المسؤول المباشر عن السماح بممارسة هذه الظاهرة أو منعها. فالشخص الواعي هو من يرفض مثل هذه السلوكيات التي لا فائدة منها.
لهذه الظاهرة أضرار اجتماعية واقتصادية جسيمة؛ فمن الناحية الاقتصادية هي مكلفة جدًا، وفيها من التبذير ما فيها، خصوصًا في زمن نعاني فيه من ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخل الفردي.
أما من الناحية الأمنية، فـ الرصاص الراجع قد يؤدي إلى قتل أو إعاقة نفس بريئة بغتة، دون سابق إنذار.
وفي الختام، حديثي هذا لا أخص به عائلةً أو فردًا بعينه، بقدر ما أعني به ظاهرة سيئة يجب شجبها، وعلى الجميع، سواء كانوا سلطة محلية، أو وجهاء، أو شيوخًا، أو مواطنين، القيام بواجبهم تجاه هذه الظاهرة، والعمل على وضع قوانين ملزمة، وإجراءات عقابية رادعة لمن يخالفها.
ودمتم في رعاية الله.