يبدو أن "الشرعية" التي يمثلها العليمي ليست سوى خدعة أوليسيوزية، وحصانه الخشبي الذي تسلل من خلاله إلى قلب المعاشيق. لقد دخلها راكباً ظهر ذلك الحصان المزوَّر، منادياً الجنوبيين بأن خلاصهم يكمن في الشراكة معه، وأن قضيتهم ستُحل بعد التحرر من الحوثي. ولكن ما إن تسلّل إلى السلطة حتى بدأ يفرّخ الكوارث: دمّر الاقتصاد، وطحن العملة، وأطفأ الأنوار، وحوّل التعليم إلى خراب، وأحرق كل جميل في الجنوب، حتى أوصل شعبه إلى حافة الهاوية.
لقد صمدت طروادة عشرة أعوام، ثم سقطت في يوم واحد بفعل حيلة الحصان الخشبي، فأصبح مثلاً يُضرب في المكر والخيانة. فهل وعى الساسة الجنوبيون اللعبة؟ أم أنهم، بسذاجة أو بقصد، لعبوا آخر أدوار الملحمة الإغريقية، واتبعوا "أوليسيز العليمي" صاحب فكرة "حصان المعاشيق"؟
هل تحوّلت الأسطورة الإغريقية إلى واقع مأساوي في قصر المعاشيق؟! وإلى متى ستظل القيادة الجنوبية تسير خلف ذلك الحصان الأجوف، بينما الجنوب ينهار؟!
ألم يحن الوقت لتحطيم ذلك الوهم، وكشف الخدعة، وإنقاذ ما تبقى من الجنوب؟! أم أن الرواية ستستمر... حتى المشهد الأخير؟!
*- موضوع مقتبس من الكاتب: عبدالله حمود العمري