‏طبول الحرب وصداها، ماذا نحن فاعلون؟

2025-09-09 20:53

 

لا شك بأن الجميع يسمع قرع طبول الحرب في المنطقة التي تمر بمخاض عسير لا يمكن التكهن بمجرياته لتشابك المصالح الدولية بها وتعقيداتها وتداخل أيدولوجيتها وتخلُّف منطق بعضها بالذات المرتبط بالعقائد الدينية والمذهبية التي تدعو للقضاء على الآخر لتحقيق نبوءة تاريخية، وهذا يعني بأن المنطقة في ظل هذا التطور الهائل بكل أنواع الأسلحة التي لم تعد سلاح خيل وسيف ودرع وإنما أسلحة قد تفتك بمدن كاملة وتمحوها من الوجود بظرف ثوانٍ.

 

كل المؤشرات والتقارير تشير إلى أنها ستكون هناك معركة فاصلة ما بين إيران من جهة والكيان من جهة أخرى، وكلا الطرفين يقف وراءهم مجموعة دول، إيران وراءها دول الشرق المتمثل في الصين وروسيا والباكستان وتركيا، والكيان وراءه أمريكا والغرب، ونسمع عن تحضيرات ما أنزل الله بها من سلطان من الطرفين، وفي حال ما إذا نشبت تلك المعركة فإن من المؤكد حلفاء الطرفين لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وأن حرب الاثني عشر يوما الماضية يعتقد بأنها كانت حرب جس نبض للطرفين، ومدى قدرتهما على تحمل ضربات الآخر والتي أرى بأن الكيان خسر بها، وكانت نتائجها لصالح إيران رغم وجع تلك الضربات.

 

السؤال الذي سبق وأن طرحته، ولم أجد له إجابة نحن موقعنا يقع في وسط هذين الغريمين ماذا أعددنا لمواجهة شظايا حربهما؟ وما هو موقف دول المنطقة التي لا يمكن أن تقف على الحياد طالما أنها تقع في منتصف ساحة المعركة؟

وما هي الاستعدادات التي يمكن اتخاذها لتخفيف أثر تلك الشظايا التي حتما ستصاب بها دول المنطقة لا محالة؟

 

المعركة المقبلة وفق تقديرات وتصريحات أطراف النزاع ستكون المعركة الأخيرة، إما أن تكون أو لا تكون، وطرفاها عازمان على القضاء على بعضهما، والمؤكد بأنها ستكون نهائية، وإن انطلقت الرصاصة الأولى لن تكون الأخيرة قبل أن يحقق طرفاها هدفه، وإن انتصر طرف على الآخر فإنه سيطالب باستحقاقات انتصاره، وأهمها الهيمنة والسيطرة على المنطقة برمتها.

 

فماذا نحن فاعلون؟

 

أنور الرشيد