سالم ثابت العولقي

2025-09-10 17:51

 

أحد الشباب المشحون بالطاقة والحيوية والمفعم بالحماس والروح الوطنية العالية والعزيمة القوية والتمسك النبيل بمشروعية وعدالة القضية الجنوبية والمؤمن بحتمية انتصارها مهما كانت العوائق الطبيعية والمصطنعة.

لم اتعرف على هذا الشاب إلا متأخراً، لكنني كنت من المتابعين لكل نشاطاته وتصريحاته ومشاركاته ومواقفه من خلال القنوات الإعلامية المختلفة والأخبار المتداولة عنه وعن المهام اللائي كان يشغلها، رغم عملي لأكثر من خمس سنوات في بعض هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي قبل أن أعتذر عن التكليفات التي أسندت لي، أقول لم أتعرف وجها لوجه على هذا الشاب الذي شغل فيه هذا الشاب أكثر من موقع قيادي في هيئات المجلس الانتقالي.

أما اللقاء المباشر فلم يتم إلا في أغسطس من العام ٢٠٢١م وثاني لقاء كان في صيف العام ٢٠٢٣م وفيهما وجدت في ذلك الشاب ما هو أكثر من الخصال الجميلة التي تحدثت عنها في مطلع هذا المنشور .

 

تنقل الزميل العولقي بين عدد من المواقع من رئيس دائرة الشباب في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وأمانته العامة، إلى متحدث رسمي فرئيس دائرة الإعلام في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي وأخيرا، مسؤول أراضي وعقارات الدولة؛ وحيثما حل الرجل كان دائما نموذجا للقائد الناجح والمبدع والمؤدي للمهام المناطق به بمهارة وإتقان متجرداً من كل مظاهر الأنانية أو الاطماع أو التحيزات الضيقة او المصالح الجهوية أو الفئوية أو الخاصة.

 

الزميل سالم ثابت العولقي من الشباب الذين يمكن التعويل عليهم للعب أدوارٍ محوريةٍ في مسار قضيتنا الجنوبية والرهان عليهم في تقديم صورة مشرقة الكادر الناجح المتسامي فوق كل الاعتبارات الضيقة والحسابات ما دون الوطنية.

كان خبر استقالة الأخ العولقي من موقعه في إدارة أراضي وعقارات الدولة يوم أمس ٩ سبتمبر ٢٠٢٥م، صادماً لي وأنا أتابع ما تناولته وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي والتي تتحدث عن تعرضه للتدخل والضغوط من قبل بعض مراكز القوى لدفعه للتراجع عن بعض القرارات والخطوات التي اتخذها لإصلاح أوضاع الهيئة التي كلف مؤخرا برئاستها وهذه المبررات إن صحت فإنها تبعث على اليأس والإحباط في إمكانية النجاح في معركة مكافحة الفساد الذي لم يدع منفذاً من منافذ الحياة إلّا وبث فيه سمومه القاتلة.

 

إنني أدعو الزميل الشاب ثابت سالم العولقي إلى سحب استقالته والعودة إلى عمله وعدم التراجع عن قراراته وأدعو الأخ رئيس مجلس الوزراء إلى رفض الاستقالة والتمسك بالأخ سالم ثابت في موقعه، وأدعو من تبقى من الشرفاء إلى دعم هذا الكادر الوطني ومحاولاته الصادقة في محاربة الفساد والتخلص من جماعات العبث والاستهتار كخطوة أولى ومهمة في مسيرة إعادة بناء الحياة المؤسسية القائمة على الامتثال للقانون والنظام واحترام الإرادة الشعبية والوطنية.

 

وعلى القيادات الجنوبية أن تدرك أن معركة استعادة الدولة لا يمكن أن تستقيم في ظل استبقاء الفساد والفاسدين، ومحاربة الشرفاء والمخلصين، ولا يمكن للمتورطين في فضائح الفساد والعبث والاستهتار أن يقنعوا حتى أبنائهم وبناتهم وأصغر المقربين إليهم بأن ما يمارسونه من مظاهر الفساد والعبث لا يتعارض مع الشعارات الوطنية التي يرفعونها عن الحرية والكرامة واستعادة الدولة والهوية.