تغييرات هائلة وريح عاصفة تعصف بالمنطقة

2025-10-02 18:54

 

 

يبدو المشهد السياسي في المنطقة قاتمًا للغاية، يحمل في طيّاته متغيرات هائلة، وعاصفةٌ انطلقت من عدن في الجنوب العربي، فعصفت بصنعاء في اليمن، ووصلت إلى غزة في فلسطين، ثم إلى لبنان وسوريا، لتقفز إلى شواطئ المحيط الأطلسي، تهز بقوة دولتي المغرب والجزائر، ويصل صداها إلى سواحل الخليج العربي والبحر العربي والبحر الأحمر.

 

لا شك أن كل ذلك ناتج عن أخطاء سياسية كبيرة تراكمت وتخمرت في المنطقة العربية من خليجها إلى محيطها، وقد حان وقت قطاف ثمارها المرّة.

 

إن ما يجري في المملكة المغربية - المنفتحة بشكل كامل على الثقافة الفرنسية والحضارة الغربية عموماً - يوجّه رسائل مشفرة تحمل عدة عناوين، يأخذ منها كل طرف في المنطقة ما يناسبه ويخصه.

 

أما ما يجري في الخليج حالياً، فهو عبارة عن شحن كبير وحشود هائلة تستهدف إشعال حرب كارثية، ستخلق منها خرائط جديدة تُطلق عليها تسمية "الشرق الأوسط الجديد"، خالٍ من أطماع التوسع العربي ودعاوى الحقوق الزائفة والشعارات القومية والوحدوية، مفسحًا المجال لبروز "عصر إسرائيل الكبرى"، ليس عبر الاحتلال العسكري المباشر للمنطقة كما يتوهم البعض، بل من خلال هيمنتها الاقتصادية والثقافية. وهكذا تبدو الصورة قاتمة في المنطقة من مشرقها إلى مغربها.

 

لكن تبرز صورة خريطة الجنوب العربي مشرقةً بشموسها، كوطن ارتكاز يربط بين قارات العالم بثقافته الوسطية المعتدلة وتعايشه السلمي مع مختلف ثقافات العالم، حيث تبادل الغرب والشرق فيه الأدوار في نهاية الستينيات، وحانت لحظة استعادته مطلع تسعينيات القرن الماضي عبر محطة اليمن، الذي طمع فيه الجميع كلقمة سائغة، فالتهموها وتركوا شعب الجنوب العربي على قارعة الطريق يندب حظه، حتى قام بحركته التحررية السلمية في عام 2007، التي واجهها النظام اليمني آنذاك بقمع وقسوة لا مثيل لهما، تحملهما شعب الجنوب بصبر وتضحية لا حدّ لهما أيضاً، مما شكّل نموذجاً للنضال السلمي لثورات الربيع العربي، التي قطف ثمارها لاحقاً تنظيم الإخوان المسلمين في أغلب أرجاء الوطن العربي.

 

ومازال يحدونا الأمل في غلبة الخير على الشر، والتوصل إلى حلول جادة وصادقة لمجمل قضايا المنطقة، ومن أهمها قضية فلسطين وقضية الجنوب العربي.

 

الباحث/ علي محمد السليماني