تفكير مؤلم في حال الجنوب

2025-10-06 17:34

 

المتأمل في أوضاع الجنوب اليوم يندهش من أمورٍ غريبة وغير مقبولة منطقيًا وبيئيًا وجغرافيًا. كيف صرنا غرباء في أرضنا، ويقرر القادمون ما يشاؤون فيها؟ إنها فضيحة سياسية بكل المقاييس مهما قيل من مبررات.

 

الوضع في الجنوب كارثي بشكل خاص. تغلغل الدحابشة والزيود في كل مفاصل السلطة على مستوى المحافظات والمديريات، ووضعوا أيديهم عبر خطط لإفساد أهم القيادات الجنوبية من مدراء إلى وزراء. الأمر لم يقتصر على المدنيين بل وصل إلى العسكر، وحزبوهم وزرعوا الطائفية والتعصّب، وأغروا البعض بمغرياتٍ دنيوية مقابل ميثاقٍ يلزم هؤلاء الجنوبيين بأن يصبحوا وكلاءً لمشاريعهم، حلالًا كانت أم حرامًا.

 

نعيش اليوم نتائج هذه الكارثة بكل تفاصيلها. الغريب أن الحافز الذي يقدمه أعداء الجنوب للوكلاء يأتي من ممتلكات أرضك ومواردك يا جنوبي. فلماذا تُجرّ إلى الهاوية وتشارك في ظلم شعبٍ أنت جزء منه وتمثل أهله؟ لماذا لا تنتزع حقك لترتقي وتعيش وتستقر مع شعبك؟

 

يبدو أن الجنوبيين تائهون ومخدوعون، وغسلت أدمغتهم قياداتٌ كانت داخل السلطة وخارجها. وزادت العداوات المناطقية عمق اليأس، فبدأ البعض يظن أن أي جماعة تحكم السلطة لن تجلب الجنوب إلى برِّ الأمان وهي تجمع السلطة في أيدي مناطقها وقراها.

 

الجنوب يحتاج وعيًا شاملاً وإرادة صلبة لا تُلين ولا يُثنَى لها ذراع، للوصول إلى الهدف. ويمكن تحقيق ذلك الآن إذا عزمَت القيادة وصرّت إداريًا وإراديًا على أن تكون لها اليد الطولى في قيادة دفة محافظات الجنوب تنمويًا وخدميًا ووظيفيًا. من هنا ستنطلق باقي الخطوات نحو الهدف الأسمى تباعًا.