*- شبوة برس -لطفي الداحمة
يشهد سكان العاصمة عتق بمحافظة شبوة أزمة حادة للمياه منذ أشهر، وسط صمت رسمي من المؤسسة المحلية وعدم اتخاذ خطوات فعلية لتخفيف المعاناة، الحياة اليومية تحولت إلى رحلة شاقة لتأمين الماء، وأصبح شراء صهاريج المياه "الوايتات" الخيار الوحيد، رغم تكلفتها الباهظة التي تثقل كاهل الأسر محدودة الدخل.
يؤكد الأهالي أن المياه انقطعت عن مساكنهم لفترة طويلة، وقد قدموا شكاوى متكررة للجهات المختصة دون أي استجابة، بينما تكتفي المؤسسة بالوعود والتبريرات المعتادة المتعلقة بنقص الوقود أو انقطاع الكهرباء، يعتبر السكان أن هذه الأعذار لا تبرر الإهمال المستمر، خصوصاً وأن عتق عاصمة المحافظة ويجب أن تحظى بخدمات أفضل مقارنة بالمناطق الأخرى.
تشير تقارير محلية إلى ضعف إنتاجية الحقول المائية المغذية للمدينة، مثل حقل الشبيكة والعوشة، نتيجة توقف بعض الآبار والانقطاعات المتكررة للكهرباء، ورغم تنفيذ مشاريع محدودة خلال الأعوام الماضية، كإنشاء خزانات مياه وحفر آبار إضافية، لم يلحظ الأهالي أي تحسن ملموس، وما زال الاعتماد الأكبر على شراء الماء بالبوزه لتلبية الاحتياجات اليومية.
وتتجاوز الأزمة مسألة العطش لتطال الجوانب الصحية والاجتماعية، إذ أدى نقص المياه إلى تراجع مستوى النظافة وارتفاع مخاطر الأمراض، خاصة بين الأطفال وكبار السن، كما ساهم ارتفاع أسعار الصهاريج في زيادة الأعباء المالية، حيث أصبح شراء الوايت الواحد مكلفاً جداً بالنسبة لمعظم الأسر.
هذا الواقع يثير تساؤلات حول دور مؤسسة المياه والسلطات المحلية ومدى التزامهما بتوفير الخدمات الأساسية، فالأزمة لم تعد حالة مؤقتة، تطورت إلى مشكلة مزمنة تمس حياة السكان اليومية، كيف لعاصمة محافظة نفطية أن تعجز عن تأمين مياه الشرب؟ وأين ذهبت الوعود المتكررة بمشاريع التحسين والتوسعة التي يعلن عنها دون تنفيذ فعلي؟
ما يحدث في عتق ليس مجرد خلل بالخدمة، إنه يعكس ضعف التخطيط والإدارة وغياب المتابعة والمساءلة، الماء حق أساسي لا يمكن حجزه بسبب الروتين الإداري أو الأعذار المتكررة، يحتاج الأهالي اليوم إلى أفعال ملموسة تعيد المياه للمنازل وتخفف وطأة العطش، فصمت المؤسسة لم يعد مقبولاً، وقد حان الوقت لتحويل الوعود إلى التزام قبل أن يتحول الصبر الشعبي إلى غضب لا يحتوى.