الحقيقة.. هي الضحية الأولى في الحروب

2025-10-31 22:21

 

الحقيقة في الحروب تكون بالفعل من أكثر الضحايا تضرراً، إذ تتعرض المعلومات للتحريف والتزييف بسبب الضغوط السياسية، الإعلامية، وتكنولوجيا التضليل التي باتت تستخدم بشكل واسع، لا سيما في النزاعات المسلحة مثل حرب السودان التي ارتكبت فيها كل أطراف الحرب أبشع الجرائم وبالتالي الجميع مدانون.

 القدرة الحديثة على توليد الصوت والصورة بسهولة من خلال أدوات متقدمة تسهل عمليات التضليل والإعلام الموجه بشكل كبير، مما يجعل من الضروري اعتماد عقلية نقدية متحفظة عند استهلاك الأخبار والتقارير من جميع الأطراف المتنازعة.

 

في حرب السودان، التي شهدت العديد من انتهاكات حقوق الإنسان حالات لم تُكشف بالكامل أو لم تُعطَ الأولوية الإعلامية، حيث يتم اختيار ونشر أحداث محددة فقط لخدمة أجندات معينة أو لتشكيل رأي عام محدد. هذا الأسلوب في التغطية يُعد من استراتيجيات الحروب النفسية والإعلامية الحديثة التي تنحرف عن نقل الواقع الكامل، مما يفرض على المتابعين الاعتماد على مصادر موثوقة متعددة واستخدام التحليل الموضوعي للتأكد من صحة الأخبار والمعلومات.

 

لذا، يصبح من الضروري تفعيل التفكير النقدي والاستقصائي، ومراجعة الأخبار بحذر، واللجوء إلى البحث المعمق والمصادر المتنوعة، خصوصاً مع تزايد انتشار المعلومات المزيفة وأدوات التزييف الإعلامي الحديثة.

 هذا هو السبيل للحفاظ على فهم متوازن وواقعي لما يجري في الحرب وغيرها من النزاعات المعقدة.