المجاعة تغلب الشجاعة.. لقد أطلقوا الممنوع وسدوا منافذ سبل العيش وأغلقوا المسموح وملكوا منافذ الحدود والطريق مقطوع.
لقد بتروا ما لا يبتر وهجروا الأمان الى المهجر ولم يبقى للشعب الرمق ولا حتى ما نذر. لقد مسحوا مخازن البنوك لكيلا تجرد، فالجرد في بلاد الكيانات والمشيخات والتجمعات بدعة، ذبائح سبل العيش لشعب الجنوب منحورة وللكرامة مسحولة فكل السواتر عن البيوت اليوم مجرورة.. فما فائدة أبواب البيوت لاغلاقها أو ظلت مفتوحة؟
خارطة رسمت من غير الوطن كارثة.. وخارطة الطريق لابن الوطن ترسم ( الغربة) كمنفذ الوديعة عن حضرموت مفصول وكباب المندب عن عدن مبتور، وكحقول نفط الجنوب عن التصدير ممنوع، وميناء ضبة تحت الانتظار وما اقساه حين يطول، فإلى متى للاغاثة والوديعة أسير، والجوع يفتك الصغير قبل الكبير؟ فأغلقوا ابواب المطارات قبل الهروب.. كفانا لجوءا بأراضي النعم والترفيه والشعب هنا يتجرع الموت والتجويع، وكفانا شفافية التجفيف، وتكيف مع المرض والجوع وكل مستحيل وخارطة التغليف لم تجود.
إن خارطة الطريق يرسم للاستيطان فيها حدود،تجمعات على اصنافها تبنى اعشاشهامن الخرقان،بتعدد الأديان وللأصنام لها معبود وإن أختلفت عقائدها إلا أن السواد والسمات بها يسود،وغدا بعد الجبايا تبنى بيوتا،من ايراد نقاط على اطراف الحدود، وربما مع السنوات تولد دويلة للسود كوعد بلفور في فلسطين لليهود، يهجر إليها الحرافيش كجنود بإسم الإنسانية تكون.
إن خرائط الطرق قد كشفت عن وجهها بعدما نزعت عنها حضرموت براقعها واظهرت العبث بالبراري كيف يصير، أسواق للثروة السوداء فيها برخص التراب والتهريب، وكهرباء المدن سادها السكون وعمها السواد والترحيل.أشتدت الضغوطات وتسارعت إلينا التحديات الجسام.
كم حذرنا من مغبة الزحف الافريقي المتزايد والمتسارع بأرض الجنوب وفي عدن وشبوة والمهرة وحضرموت بالتحديد، يشاركها بإسم النازحين للتصنيف وعند التعريف عنه بعيد.
عد ياجنوب فلم يعد للتأجيل والترحيل نفع ولا في التدوير للتزوير والكذب.. وأن الجهل والتجهيل للوطن خراب، كفانا فصولا فقد ارتضينا بالصيف والشتاء صديقا وخذوا الربيع والسابع كما شاء لكم المزيد. وسنرفع أصواتنا بالنداء عاليا برفع الظلم ولا نهان.. لا للتجويع ولا للقطع والحصار ولا لقطاع الطرق واللصوص أي يكون..ولن يكون الجنوب بضاعة للوزن بكفتي الترغيب والترهيب،ولابد للدولة ان تعود، فيا نوفمبر عجل بالاستقلال فإن في الكبود بركان وهيجان.
لقد وصل العالم الى الذكاء الاصطناعي ونحن نلبس للحمير تيجانا، ويفتح في مصر اكبر متحف للآثار في العالم، وفي عدن لأكبر سوق للقات ومن الغرابة عند هلال نوفمبر وفي نوفمبر بالذات شهر الاستقلال. فكيف نسامح من أغرق الجنوب في محيط الجهل وظلام القبلية والتمييز والثأر، والغزو حيث النهب والسبي للعار.
كيف لي ان اسامح وصوت مسيلمة اليمن الكذاب ودجالها قارع للآذان ( سلموا أنفسكم إلى أقرب مسجد، تعلموا أنفسكم، أبحثوا عنه، راجعوا أنفسكم، أما أن تتصوروا أن تفلتوا من الوحدة فلن نسمح لكم بإذن الله، خلاص أنتهينا، تم البيع وقبلت الصفقة، وحدة وحدة..) حقارة وحمق لم يسبقه بها أحد في التاريخ، ولم تحدث في أسواق النخاسة من قبل ولا في عصر الرقيق.. لقد اعتبر أن ما حدث في مايو من عام 1990م مساومة على شعب ووطن ودولة سيادية بضاعة معروضة للبيع وتم البيع وقبلت الصفقة وبذلك يصبح الشعب بالجنوب رقيق بموجب الصفقة وقبائل اليمن عليه أسياد.. وعلى الرقيق الطاعة فإن لم تطع..حق على العاصي العقاب..فنحن عصاة في نظرهم وما نراه اليوم من تجويع وزرع بذور الشر واستقطاب المرتزقة والمجرمين الى الجنوب لاستيطانهم ليكون لهم نفوذ وقوة وسيادة إلا لبناء دولة في قلب الجنوب ماهو الا عقاب حسب دستور الوحدة أو الموت، وأن سياسة التجويع ما هي إلا لابعاد الانظار عن استعادة الدولة الجنوبية والاستسلام للامر الواقع والاعتراف به.
فما الذي على الجنوب ان يعمله؟ لابد من الحسم والفصل لانهاء معاناة شعب لخطأ خطها القلم على ورقة، وفي القلب جرح عميق.
هذا ماشهدت، وهذا ماسمعت، وما أجتهدت في تفسيره، فإن لم أصب فلتجتهدوا، وإن أصبت فلنجد الحلول ونطبقها، فالخطر شديد والكارثة أكبر بكثير مما نتصور.. فلا تتركوا الوطن للطبال والقوارح.