شبوة برس – خاص
رصد محرر شبوة برس على منصة إكس تغريدة للمدون السياسي العماني سعيد جداد – أبو عماد، والتي تناول فيها مستقبل الجنوب العربي في ظل المشهد اليمني الحالي والتوازنات الإقليمية المعقدة.
أطلع محرر شبوة برس على تحليله الذي يطرح أسئلة مصيرية حول إمكانية إعلان الجنوبيين استعادة دولتهم المستقلة قبل الانتهاء الكامل للحرب على جماعة الحوثي، ويستعرض العوامل العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تجعل هذه الخطوة ممكنة.
وأشار جداد إلى أن الحرب التي شنتها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات على الحوثيين منذ مارس 2015، رغم طولها، لم تسفر عن نصر حاسم لأي طرف، وأن هدنة أبريل 2022 التي جاءت بوساطة سلطنة عمان والأمم المتحدة استمرت لأعوام، لم تغير كثيرًا من الواقع المعقد. وأضاف أن أبناء الجنوب، الذين حرروا أراضيهم من الحوثيين وأعوانهم، يجدون أنفسهم اليوم أمام خيار تاريخي يتمثل في فك الارتباط مع الشمال وإعلان دولتهم المستقلة قبل تحقيق النصر النهائي على الحوثي وعودة الشرعية إلى صنعاء.
وأوضح جداد أن هذا القرار يرتبط بعدة تساؤلات جوهرية: هل ستقبل المملكة العربية السعودية والإمارات بدولة جنوبية مستقلة؟ وما أثر هذه الخطوة على الهدنة مع الحوثيين وموقف الحلفاء من أبناء الشمال؟ وهل قد تنشأ خلافات داخلية بين المؤيدين والمعارضين؟ ورغم صعوبة تقديم إجابات حاسمة بسبب غموض المشهد اليمني وتعقيداته الإقليمية، يرى المدون أن الظروف الراهنة قد تمثل فرصة مناسبة للتحرك الجنوبي.
ولاحظ محرر "شبوة برس" تطرق التحليل إلى العوامل التي تدعم إعلان الدولة الجنوبية، منها النجاحات العسكرية والسياسية التي حققها الجنوبيون في تحرير أراضيهم بالكامل، وقدرتهم على فرض الأمن والاستقرار، وتمتعهم بقوة عسكرية محترفة، بالإضافة إلى الثروات والإمكانات الاقتصادية التي تؤهلهم لبناء اقتصاد قوي ومستقل. كما أكد جداد أهمية دعم دول التحالف، خصوصًا السعودية والإمارات، باعتبارهما عنصرًا حاسمًا في نجاح إعلان الاستقلال، مشيرًا إلى إمكانية الحصول على اعتراف واسع من دول التحالف وربما من بعض قوى الشمال، في إطار تفاهمات سياسية محددة.
ويخلص التحليل إلى أن إعلان استعادة الدولة الجنوبية ممكن حاليًا إذا استُغلت النجاحات الميدانية والسياسية وضمن التزام الجنوبيين بدعم التحالف في مواجهة الحوثيين حتى استعادة الشرعية في صنعاء. ويؤكد جداد أن السياسة فن الممكن، وأن هذا التوقيت قد يكون الأمثل للمضي قدماً بخطوة تاريخية تعيد رسم خريطة الجنوب العربي ومستقبله.