إنّ التحالف المتناقض ضد الجنوب بين إيران، والحوثي، والإخوان المسلمين، يثبت أن الجنوب لم يعد مجرد ملف داخلي، بل تحوّل إلى عقدة صراع إقليمي ودولي. فاستقلال الجنوب لا يهدد سلطة يمنية (شرعية) فاشلة فحسب، بل يضرب شبكات نفوذ وسلاح وتجارة مخدرات وحروب بالوكالة وجماعات عابرة للحدود تمتد من طهران إلى صنعاء.
إذا كانت إيران، والحوثي، والإخوان، يلتقون عند نقطة واحدة هي رفض استقلال الجنوب، فإن ذلك يعني أن مشروع الجنوب يمسّ جوهر مشاريعهم جميعًا، ويكشف بوضوح كيف تتلاقى المصالح حين يُهدَّد نفوذ إيران والإرهاب، مهما تناقضت الشعارات.
ويكفي الجنوبيين شرفًا أن خصوم اليوم من طهران إلى صعدة إلى إخوان الشرعية اختلفوا في أمور كثيرة، واتفقوا فقط على عداوة استقلال الجنوب، وكأن الجنوب وحده هو الخطر المشترك على مشاريعهم المتناقضة.