هل حقا هنالك صراع بين صالح وشركاؤه القدماء

2014-01-29 13:00
هل حقا هنالك صراع بين صالح وشركاؤه القدماء
شبوة برس- خاص المكلا - محمد اليزيدي

 

في واقعة قد تُزيد من حالة الشكوك والريبة التى تنتاب الشارع اليمني حول مدى حقيقة الخلاف القائم بين الرئيس اليمني السابق علي صالح وشركاؤه القُدماء بالحكم من جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بعد أن ظهر بعض رموز الجماعة عبر وسائل الإعلام وهم يُغازلون النظام السابق وعناصره.

 

لم يكن الشارع اليمني الذي ثار ضد نظام الرئيس صالح مطلع عام 2011، لينتهي من حالة السخرية التى انتابته تجاه ظهور كلاً من اللواء الركن علي محسن الأحمر مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن، وهو في حالة من الضحك والسرور وتبادل المزاح مع اللواء يحي الراعي رئيس البرلمان اليمني وأحد أبرز رجالات الرئيس صالح.

 

حتى تلقى اليمنيون واقعة لا تقل غرابة عن السابقة حينما ظهر أحد أهم رموز الجماعة في البلاد وهو "محمد قحطان" يُغازل الرئيس صالح ويصفه بالرئيس السابق بدلاً عن المخلوع وهي الصفة التي لطالما رددها أخوان اليمن وحلفائهم أثناء وصفهم للرجل الذي شاركوه مفاصل الحكم وصنع القرار طوال مدة حكمه الذي استمر لنحو 33 عاماً.

 

" قحطان" والذي تعهد قبل نحو عامين أبان الثورة بالزحف إلى (غرفة نوم صالح ) لانتزاع السلطة منه، ها هو يظهر وعبر الصحيفة الرسمية لحزب الإصلاح اليمني " الصحوة " ليقول بأن صالح يُمكن له أن يكون رمزاً وطنيا للجميع، إذا ما قرر أن يعتزل ويترك العمل الرسمي والحزبي والسياسي. قائلاً كذلك إنه سيتجنب وصف صالح بالمخلوع، وسيشير إليه بالرئيس السابق.

 

توالي مثل هذه اللقاءات والتصريحات الودودة أثارت انقساما في الرأي العام اليمني، فمنهم من عبر عن دهشته البالغة نحو تلك الوقائع ، متسائلاً كيف يمكن أن يكون هنالك لقاء بتلك الصورة الحميمية التي رأيناها بين من كان يُصف بأنه حامي الثورة وشبابها وبين أحد العناصر المتورطة بالصوت والصورة وهو يُحرض على قتل وسفك دماء شباب الثورة. وكيف أنقلب حال من توعد صالح بالكثير من الملاحقة حتى وصلت به وعوده إلى غُرف النوم المغلقة، إلى أن بات يوجه رسالة حب وتخليد لصالح.

 

فيما آخرون اعتبروا أن الآمر وإن بدء غريبا إلا أنه قد يكون مقبولاً إذا ما أخذنا في بال الحسبان أن جميع الأطراف قد ملت الصراع المُتبادل فيما بينها، وأنها باتت حريصة على إرساء دعائم المصالحة الوطنية بين الجانبين اللذين كانا يُشكلان ثنائي يتقاسمان حكم البلاد على مدى العقود الماضية.