خلال اليومين الماضيين يتضح للمراقب للوضع في عدن والجنوب جليآ امور متسارعة حدثت (وهي في الاصح جزء من سلسلة احداث بدأت منذ اعلان الوحدة ) اهمها مايلي:
*ظهور حزب المؤتمر في عدن -وهو الظهور الاول له بعد تحريرها- حيث انتخب احد اعظائه كأمين عام للمجلس المحلي (وكانهم يقدموه ليحل محل المحافظ الشهيد جعفر) لما لهذا المنصب من نفوذ تخوله قانونيآ بقيادة المحافظة في حال عدم وجود المحافظ (رئيس المجلس المحلي).
*مجيء ولد الشيخ الى عدن ( الاغتيال بمثابة ورقة سيستخدمها حلف صالح والحوثي في مؤتمر جنيف2 ليقول للعالم ان البديل في الجنوب حقآ سيكون الارهاب واننا حقآ كنا ولازلنا في حرب مع داعش والقاعدة) اضافة الى ظهور فيديو لما تسمى داعش يظهر فيه اعدامات على طريقتها يدعي انها تمت في عدن اظف الى ذلك تحرك هذه العناصر في كلآ من المكلا وأبين والتهديد باقتحام عتق عاصمة محافظة شبوة.
*اقرار حجم ميزانية عام 2016 التي كان المقرر ايداعها في بنك عدن المركزي (وعرقلة هذا الامر بدون ادنى شك انه سيتم ايداع الميزانية لهذا العام في بنك صنعاء لتتحكم صنعاء برواتب الموظفين وغيرها الى جانب لزوم ايداع الايرادات في بنوكها) بما معناه ان الحوثيين وصالح سيضمنون وجودهم وحكمهم وتحكمهم بالبلد سنة اخرى وسيقطع الطريق امام من يريد ان يجعل من عدن عاصمة مؤقتة للبلاد.
*والامر الاخير اتصال احد القنوات الفضائية المحسوبة على الشرعية والتابعة تحديدآ لحزب الاخوان (الاصلاح) باللواء جعفر قبل استهدافه بيوم, وقوبل هذا الاتصال بالرفض من قبل المحافظ ووصف القناة على الهواء بانه يعلم نواياها التي تهدف الى النيل من عدن وطلب منها عدم الاتصال به مرة اخرى (وهذا ما يثبت ان جعفر كان مدرك ماتقوم به عصابة الشمال بقيادة الاصلاح {المحسوبة على الشرعية} من مؤآمرات واعمال تخريبية وفوضى تحت عدة مسميات اهمها ما تسمى بالقاعدة.
والهدف من ذلك كله هو استهداف الجنوب ارض وانسان حتى تكون ارض الجنوب تحت سيطرة عصابات الشمال وشعبه تحت طوعهم ولهذا الهدف تعمل كل قوى الشمال (حلف صالح والحوثي ومن في الشرعية) بروح الفريق الواحد, فهم مختلفون صوريآ في صنعاء ومتفقين ظمنيآ في عدن.
كل ما حدث خلال اليومين الماضيين فقط يوضح جليآ حجم المؤامرة التي تديرها منظومة الشمال تجاه الجنوب منذ اعلان الوحدة, ويوضح ايضآ جليآ حقيقة هذه العناصر الشيطانية وتواجدها في بعض مناطق الجنوب التي تدعي الدين والدين منها براء, ووجودها يخدم من ومن يحركها ومن اين لها كل ذلك الدعم التي مكنها من التحرك مؤخرآ في حين ان المقاوم الجنوبي الحقيقي مورس ضده ابشع الاساليب وامكر الحيل من حرمانه من راتبه وغيرها حتى كادوا ان يفقدوه الثقة بتحقيق الهدف الذي قاتل وضحى من اجله... لكن يبقى التساؤل: الى متى سيستمر تجاهل دول التحالف العربي لما يحدث رغم معرفتهم الكاملة بكل تفاصيله! .
*- بقلم : كتب: فؤاد جباري