في مقابلة ساخنة وبالغة الأهمية مع قناة الشرعية الأسبوع الماضي فتح الباحث السياسي والأكاديمي الدكتور "حسين بن لقور بن عيدان" فتح النار على بعض القوى المتنفذة داخل حكومة الشرعية ، وذكر في مقابلته جملة من الحقائق والوقائع كشواهد حية على ما يجري في الساحة اليمنية وقد كان تحليله رائعا وموفقاً أزاح الستار عن أمور كثيرة تخفى على العامة من الناس وفي ما يلي أهم ما ورد فيها :
1- إيران بعد أن خرجت من حرب الخليج الأولى منكسرة من عراق صدام حسين كانت الرابح الأكبر في حرب الخليج الثانية والثالثة التي انتهت بغزو أمريكا للعراق عام 2003م وانتهى بسقوط نظام صدام وإعدامه .
2- إيران لم تقف في حدودها عند شط العرب بموجب اتفاقية الجزائر عام 1970 م التي أبرمت بين الشاه محمد رضا بهلوي وصدام حسين بل تجاوزتها وتمددت في العراق وسوريا ولبنان ويتفاخر قادتها وملاليها بإسقاط أربع عواصم عربية بأيديهم وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء !!!
3- والتمدد الإيراني جاء بناء على موافقة أمريكية لكسر شوكة العرب السنة بالعواصم المذكورة وكجزء سري لا يتجزأ من صفقة أمريكية مع إيران في الملف النووي وتطرق الدكتور حسين بن عيدان إلى الحوثيين في اليمن وقال : إنهم لا يستطيعون حكم شمال اليمن حتى بمفردهم رغم أنهم يشكلون قوة حقيقية على الأرض !!!
ورغم أعمال الحوثيين البربرية لم تصنفهم أمريكا كمنظمة إرهابية رغم الدمار الذي أحدثوه بالمدن اليمنية وهذا يعني أنهم جزء من الخطة الإيرانية الأمريكية لاستهداف عروبة البلدان العربية المذكورة آنفاً بل وقامت أمريكا بإعطاء الحوثيين الضوء الأخضر للاستمرار بتدمير اليمن وإجبار أعدائهم للتعامل معهم كقوة على الأرض وذكر الدكتور عيدان أنه لا يستبعد أن تبعث أمريكا مندوبين لها للتفاهم مع الحوثيين وهي لا تريد حل الصراع في اليمن بل إدارته لأنه مرتبط بالصراع في العراق وسوريا التزاماً بشراكتها السرية مع إيران . !!
4- أطراف الصراع في اليمن لا تريد حسم الأمور عسكرياً وفي هذه الحالة سيبقى الوضع في اليمن دون حل والحوثيون لا يستطيعون حكم اليمن الشمالي بمفردهم رغم الاتصالات المبطنة بالدهاليز الأمريكية وبعض دول الأقليم التي تساندهم .
5- بعد خروج هادي من صنعاء ورغم مرور أكثر من 14 شهراً من بدء عاصفة الحزم لا يوجد لشرعية هادي أي ثقل عسكري في المناطق الشمالية لسبب أن أهل الشمال وهم يشكلون أغلبية الجيش الوطني اليمني المساند للشرعية بقي محلك سر في الشمال لأنهم لا يريدون محاربة بعضهم البعض ؟!!
6- كان على الشرعية برئاسة هادي إقامة نموذج للدولة القادمة بالمناطق المحررة في الجنوب ولكنها فشلت في ذلك ولم تتمكن حتى من توفير الخدمات الأساسية للمواطنين مثل الكهرباء والمياه ومعالجة الجرحى أو تعويض ضحايا الحرب ومن دمرت منازلهم وبل فشلت حتى باستيعاب المقاومة الجنوبية ودمجها في سلك الجيش والأمن ناهيك عن توفير الأمن للقيادات السياسية والعسكرية المستهدفة يومياً بالأعمال الإرهابية والتصفيات الجسدية إضافة إلى إقلاق السكينة العامة للمواطنين والأدهى والأمر بيع وشراء إغاثة الملك سلمان ودول التحالف لصالح المتنفذين وحرمان المواطنين منها وذلك لأن الشرعية المزعومة تحكم وتتحكم وهي نفسها مكونة من أدوات نظام صالح المخلوع الفاسد .
7- مأرب التي تحتشد فيها قوات الشرعية بكل الإمكانيات العسكرية المقدمة من دول التحالف أصبحت سوقاً حرة تماماً مثل ( سوق الطلح ) في زمانه يباع فيها كل شيء من أسلحة ومعدات وأغذية وسيارات وملابس عسكرية وتعقد فيها صفقات بمئات الملايين بين الأطراف المتحاربة والحوثيون يتمركزون على بعد 40 كلم منهم ويمكن لصواريخهم أن تصل لقوات الشرعية وهكذا هو اليمن بلد العجائب !!
9- وفي معرض رده عن سؤال حول محادثات الكويت أجاب الدكتور حسين لقور بن عيدان بالقول :
في ظل ما سبق لازال الحوثيون يصرون على تخفيض سقف القرار 2216 وإجبار هادي وحكومته على تقديم تنازلات أكثر ولازالت المحادثات كالولادة المتعسرة ولم يخرج جنينها المشوه الجديد للنور .
هذه مجمل الآراء التي ذكرها د. بن عيدان وختاماً نقول :
إن عدن ومحافظات الجنوب المحررة وبعد التضحيات الجسيمة التي دفعتها من دماء أبنائها لا تستحق هذا القهر والمعاناة والألم من قبل حكومة الشرعية التي أخرجت عنوة من الرياض ولم تستقر حتى في عدن!!
وما هكذا تجازى عدن وأبنائها من قبل الشرعية وهم الذين دافعوا عن الوطن وسالت دماؤهم على ترابه وأنتم تتمددون تحت المكيفات الباردة في دول الخليج أما شبوة التي قدمت 570 شهيداً من أبناءها فقد كافأتها الشرعية بسرقة رواتب محور عتق وفوق ذلك كله يهرَّب كبار ضباط الشرعية المزعومة النفط وبيعه لحسابهم الخاص ويصرون على ربط المنطقة العسكرية بمأرب وليس بحضرموت أما المعاناة والألم فقد بلغ حده الأقصى في الضالع ولحج وأبين ولا حياة لمن تنادي ولا مستجيب لدعوات المواطنين والمعارك لازالت تدك أبواب القبيطة وثره وبيحان والخبرو متمددون نائمون في مأرب وهات يا صفقات ويا نهب والحصار مطبق على تعز والحوثي وقوات صالح لازالت تعبث في اليمن والمجتمع الدولي ومبعوثه فشل في تطبيق القرار 2216 والحرب ستطول والمواطن هو الذي يدفع الثمن !!!
*- بقلم د علوي عمر بن فريد العولقي – المدينة المنورة