يعيش أهالي العاصمة عدن أوضاعا أقل ما يمكن لنا وصفها بـ"الكارثية" حيث أن الأزمات مازالت تعصف بمدينتهم بسبب تصارع أقطاب الصراع والنفوذ في السلطة ..
حيث مازال بعض سكان العاصمة عدن نازحين في مساكن غير مساكنهم بسبب الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي على مدينة عدن وخلّفت دمار وخراب الكثير من المنازل والمؤسسات والفنادق والتي ماتزال آثارها شاهدة وبادية للعيان بل وشاهد حي لبشاعة تلك الحرب وعدوانية تلك المليشيات وحقدها على كل شيء في الجنوب .
أوضاع مأساوية , وقصص إنسانية تدمي القلوب ، فهناك من الأسر أصبحت بدون عائل وباتت تقتات على ما تجود به المنظمات والجمعيات الخيرية ، وآخرين فقدوا أعز وأغلى من لديهم , نساء وشيوخ شباب وأطفال في عمر الزهور قضوا في هذه الحرب اللعينة , مواطنون دمرت منازلهم وأصبحوا بين عشية وضحاها في العراء وهم اليوم محتاجون إلى مأوى يأويهم ويستظلون تحت سقفه يشعرهم بالأمن والأمان بعد أن باتوا يعيشون حياة الذل والمهانة في بيوت ليست بيوتهم ، فالبعض يعيش في بيوت الأهل والأقارب ، والبعض في الفنادق ومنازل الإيجار , حيث لاشيء في هذه الدنيا ينسيك تلك الذكريات في المسكن الذي ولدت وتربيت فيه مهما كان حجمه , وللمرء منا أن يتذكر حين يمر بجانب مسكنه الذي قضى فيه أجمل أيام حياته وسنين طفولته وهو مدمر وبقايا أطلال لا شك وأنه سيشعر بألم وحزن عميق لا تقوى على تحمله جبال شمسان وعيبان وردفان .
عبده نعمان عبدالله الشيباني يسكن بجانب المشروع السعودي أحد المواطنين الذين عصفت به الحرب يسكن مع عائلة تتكون من خمس أسر في منزل واحد يحويهم فجاءت الحرب هدمت المنزل الذي شيده وبنى فيه أجمل ذكرياته وصار بقايا أطلال وأثرا بعد عين , يقف على أعتاب ذلك المنزل وهو يذرف دموع الحزن والألم بعد أن بات غير قادر على إعادة بناءه وبعد أن فشل ويأس في قيام الدولة بدورها في إعادة البناء والإعمار وتعويض المتضررين جراء تلك الحرب .
وتبقى قصة هذا المواطن نموذجاً لمئات بل لآلاف القصص المأساوية التي يعاني منها أهالي العاصمة عدن .
السؤال الذي يفرض نفسه وبقوة هو ، أين هي الحكومة ودول التحالف ومنظمات حقوق الإنسان مما يعاني منه أبناء العاصمة عدن ؟!! فهم لا يطلبون قصورا ولا جسورا بل هم يطلبون حقوق شعب يريد أن يعيش بأمن وأمان وحرية في ضل دولة يسودها الأمن والاستقرار والعيش الكريم .
*- ولاء الحكيمي – عدن