لست بحاجة الی التأكيد علی أن الجنوب لم يعرف الإرهاب الناتج عن التطرف الديني قبل الوحدة علی الإطلاق .والمجتمع الجنوبي اتسم بوسطية واعتدال وتسامح ديني مشهود له .
ورغم حملات التحريض والتكفير التي كانت تشن من الخارج علی النظام الحاكم في الجنوب منذ قيامه في 30 نوفمبر 1967م والتي اشتدت مع ظهور ما يسمی بالجبهة الاسلامية في الثمانينات وحربها هي والنظام في صنعاء مع الجبهة الوطنية المدعومة من الجنوب ... إلا أن كل ذلك لم يؤثر علی تماسك واعتدال ووسطية الجنوبيين دينيا فقط اثناء بعد حرب 1994م وفي ظل فتاوى التكفير ضد الجنوبيين، ، فتحت سلطة 7/7 كل أبواب التشدد والتطرف والانتقام الی حد تبني وتشجيع قيام وانتشار جماعات إرهابية تحت مختلف المسميات .
ووصلت ذروة هذه السياسة والفعل حد تسليم محافظات ومدن لهذه الجماعات بتواطؤ ودعم من أجهزة الجيش والأمن والحكومة .
بعد إنجاز مهام تحرير محافظات الجنوب عام 2015م ، كان علی المقاومة الجنوبية والوحدات الموالية للشرعية وقوات التحالف ، كان عليهم أن يواجهوا ذلك الاحتياط الاستراتيجي أو النسق الثاني للغزاة والمتمثل في جماعات الإرهاب والفوضى تحت مختلف المسميات من قاعدة الی أنصار الشريعة وداعش .
كانت البداية من تطهير مدينة المنصورة التي جعلت منها هذه الجماعات بقيادة أبو سالم التعزي وكرا لها ومن ثم التوجه لتطهير بقية مناطق عدن ولحج ثم حضرموت واخيرا أبين التي عانت كثيرا من ويلات جماعات الإرهاب والفوضى منذ عام 2011 بل وما قبل ذلك.
يمكن القول إن الجهود التي بذلت في الحرب علی الإرهاب في الجنوب ومنذ عام 2012م قد أثمرت عن توجيه ضربات موجعة وقوية لجماعات الإرهاب .. وأدت قوات التحالف وخاصة الامارات الی جانب المقاومة الجنوبية والوحدات الموالية للشرعية ادت دورا هاما في هذه الحرب .
ينبغي أن يكون تطهير محافظة أبين نهائيا وجذريا وحاسما مع استكمال ملاحقة هذه الجماعات والعناصر في المناطق المجاورة واتخاذ التدابير الإدارية والأمنية والسياسية للحيلولة دون عودتها من جديد كما كان يحصل بعد انتهاء الحملات الأمنية خلال السنوات الماضية .
*- بقلم : العميد الركن ثابت حسين صالح