تعتبر مصلحة الأحوال الشخصية في العاصمة عدن من أهم المرافق الحكومية للمواطنين لما تقدمه من خدمات , وأيضًا من المرافق الحكومية الإيرادية التي تدر للمحافظة سنويا مئات الملايين.
بدأت المصلحة منذ الأسبوع الماضي في إصدار إثبات الهوية بعد توفير الإدارة لطابعة ، ولكن حتى بعد توفير الطابعة لا يزال العمل رتيباً فيها وبطيئاً والزحمة لم يتم تخفيفها.
وكانت مصلحة الأحوال الشخصية في عدن قبل الحرب تقوم بواجبها دون معوقات تذكر لإنهاء معاملات أبناء عدن فقط، حيث كانت تمتلك المصلحة ( 16 جهاز كمبيوتر، وطابعتين، وثلاث كاميرات)، إضافة إلى وجود أربعة مراكز تابعة للمصلحة كانت تخفف العمل والضغط في المركز الرئيسي وموزعة في مديريات "البريقة - دار سعد - المعلا - المنصورة"..
وبعد الحرب نالت المصلحة نصيبها من التدمير والنهب للممتلكات ولكن قام موظفو مصلحة الأحوال الشخصية في العاصمة عدن بجهود كبيرة لإنجاز وإتمام معاملات الكثير من المواطنين الذين يتوافدون إليهم للحصول على "إثبات الهوية" حيث قاموا بإعادة فتح المصلحة بجهود ذاتية بعد الحرب مباشرة لتقديم الخدمات للمواطنين وإنهاء معاملاتهم فتجد الطالب والجندي وصاحب المعاش والمسافر...إلخ يتوافدون إلى المصلحة للحصول على بطاقة إثبات الهوية ولكن جهود الموظفين وحدها غير كافية للمساهمة في تسهيل العمل في المصلحة..
وعند زيارة المواطنين لمكتب الأحوال الشخصية الواقع في الدور الرابع بمبنى الهجرة والجوازات بمديرية صيرة في العاصمة عدن لاستخراج بطائق شخصية، فإن المعاملة فيها قد تصل إلى عشرة أيام، وستشاهد منظر مؤسف حيث يتدافع المئات من المواطنين بمختلف الفئات العمرية (رجال - نساء) للدخول إلى المكتب بغرض إنهاء المعاملة.
زحام وتدافع
ومن أسباب هذا الزحام والتدافع والتأخير في إنهاء المعاملات، والإقبال الكبير هو أن المصلحة حاليا تعد "المركز الوحيد"، في كافة أرجاء اليمن التي تعامل وتصدر بطائق شخصية، وكذا تغطية المصلحة لستة محافظات (عدن-أبين- شبوة- حضرموت- لحج- الضالع)، وأيضاً قلة العدة والأجهزة ومتطلبات العمل لإنهاء المعاملات بسرعة، واستخدم موظفي المصلحة لـ "حاسوبين " ؛ لإدخال المعلومات ورفع البيانات..، ووجود كاميرا واحدة فقط للتصوير، والمضحك المبكي في الأمر أن الكاميرا إيجار من أحد الإستيديوهات على حساب فاعل خير!!، وأيضًا عدم توفير أثاث وتكييف للمبنى، وانطفاءات التيار الكهربائي المتكررة؛ لعدم وجود أو توفير مولد كهربائي للمصلحة، وهو "العائق الأكبر"، حيث زادت وتيرة انطفاءات التيار في الفترة الأخيرة لـ3 ساعات مما يضطر بعض المعاملين إلى المغادرة والعودة في يوم آخر، هذا غير أن المبنى قديم ومتهالك وتم تدمير جزء كبير منه في الحرب، ونهب محتوياته، ويحتاج إلى إعادة ترميم من قبل الحكومة الشرعية أو الهلال الأحمر الإماراتي أو الكويتي، فضلاً عن عدم إعادة تشغيل وتأهيل المراكز الأربعة التابعة للمصلحة في مختلف مديريات العاصمة عدن حيث أنها ستخفف الضغط عن المركز الرئيسي للمصلحة و لا تحتاج للكثير من الأموال والخسائر لإعادتها إلى العمل ، فقط تحتاج لبعض أعمال الصيانة الغير مكلفة...