الصورة ليست لنازحين من منطقة حرب، أو كارثة طبيعية، ولكنها لجنود حضارمة في وادي حضرموت حيث تخضع الأرض لقوات "محتلة" ضمن ما يعرف بالمنطقة العسكرية الأولى التي تدار ، على عكس المنطقة الثانية في الساحل، بقيادة عسكرية (معادية ) تعلن ولاءها لما يسمى بالشرعية اليمنية لكنها ليست سوى جزء من بقايا جيش علي عفاش، ويديرها أخوه غير الشقيق علي محسن، وفق لعبة توزيع الأدوار التي يجيدونها على طريقة (ضيّعه يا سالم)!.
.
الصورة لمغادرة الجنود منطقة تدريبهم، بعد تطفيشهم من تلك القوات وقيادتها، وهي صورة تضع السلطة المحلية في
الوادي أمام مسؤوليتها التي لا تقبل التبرير ، إذ كيف يغادر أبناء وادي حضرموت مواقعهم العسكرية، وتظل قوات طيمس والعوجا وعلي محسن وعفاش ومن ثم الحوثي هناك،
من دون أن تبدي موقفاً ما؟!
.
لا يختزل المشهد في مرتبات لم تصرف، ولكنه القطرة التي أفاضت كأس الاستخذاء الذي استعذبه البعض، كأن تحرير مدن الساحل كانت خطيئة ينبغي ألا تتكرر في الوادي!
.
هؤلاء ..
هذه الصورة ..
وهذا المشهد سيقلب موازين اللعبة في الوادي، فقد فاض كأس الإذلال، وأمرُّه إذلالُ المرء على أرضه!
*- سعيد سالم الجريري