الشهيد الطفل علي ماهر قتلته قوات الاحتلال اليمني
حينما اعود إلى الأحداث -الفاجعة - التي عاشتها الضالع، أتذكر لقطة أرتسمت في ضميري وعقلي ولم تفارقه . تلك كانت حادثة إليمة وقعت في شهر نوفمبر من عام 2014م
كلما مرت بي تلك الحادثة أو تذكرتها اشعلت في قلبي نيران الألم والحسرة بل والغضب، فلن تنسى الضالع دماء ابنائها الذين سقطوا في الخط الأول دفاعا عن الوطن ولا دماء الابرياء التي طالتهم رصاصات الغدر في مساكنهم وهم فيها أمنون .
لكأن صوت الرصاص يدوي في مسمعي، وأنا اشاهد صورة مصرع الطفل البريء الشهيد - على ماهر قاسم عفيلة - ذلك الطفل الآمن في أحضان أمه ، والذي كان يحلم بلعبة وكتاب ومدرسة، فعاجلته رصاصات الغدر لتمزق جسده الغض .
الجراح التي خلفتها تلك التوحشات في غمرة الغرور والصلف والبطش عندما زحفت جيوش الاحتلال اليمني فكانوا لها احرار الجنوب بالمرصاد . يومها لم تثنِ تلك الحافل البسالة ولم ترغم الكثرة والبطش لم ترغم الشجاعة على الإستسلام ، ولم تــُودع في القلوب المؤمنة الاّ الصبر والتحدي والفتكة البِكر.
لقد سلّت الضالع سيوف فرسانها، وتوثبت وصبرت وصابرت ، لتذود عن أرضها وعرضها وامنها وتاريخها . اراقت الضالع الدماء الغزيرة، ولكنها دماء الحرية ودماء الذود عن الشرف، وسجلت في سِفر الوطن بهائها وصمودها وانها حصن الوطن الحصين وخط دفاعه الأول .
ضريبة الذود عن الشرف باهضة ولكن تلك الضريبة تشكل شرف الامة، حيث وتعلمت واتقنت الضالع وعبر تاريخها ان كل شيء يرخص في سبيل - الشرف - من جراح و دماء ونفوس طاهرة.
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ..حتى يــُراق على جوانبه الدم ُ
فاروق المفلحي – برانتفورد كندا
أثر رصاصة من رشاش ثقيل للجيش اليمني في جسد الطفل الشهيد علي ماهر قاسم عفيلة قتله جنود الجيش اليمني صبيحة يوم2 نوفمبر 2013م بقرية الحصين في الضالع