قال كاتب سياسي أنه لا يحب أي شكل من أشكال التعصب الديني أو الفكري أو السياسي أو الاجتماعي ، وأنه لا يحب القبلية ولا الطائفية ، ولا حتى الحزبية ، إلا إذا كانت وسيلة وليس غاية ، وسيلة لتحقيق غاية الأمن والسلام والحرية والعدالة ، ورفاهية ورخاء معيشة الإنسان ، وتقدمه ورقية ، وعبادته لله وحده ، وتعميره للأرض .
وأضاف الكاتب "سالم صالح بن هارون" في موضوع خص به موقع "شبوه برس" أنه أيضا لا بحب حتى الإسلام ، الذي لا يؤدي إلى هذه الغاية ، لأنه ليس الإسلام الحقيقي ، الذي أنزله الله إلى من استخلفه في الأرض ، ليعمرها ويعبده فيها .
وأضاف "بن هارون" أنه منذ استقلال الجنوب العربي عن بريطانيا ، ونحن نعاني من آثار التعصب الديني والفكري والسياسي والاجتماعي ، فالتعصب القبلي ، ظهرت آثاره مباشرة بعد الاستقلال ، بين قبائل العوالق ثم قبائل دثينة ، والتعصب السياسي ، ظهرت آثاره في صراع الأحزاب السياسية ، كالرابطة وجبهة التحرير والجبهة القومية ، وغيرها من الأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة ، أما الصراعات الفكرية ، فانطلقت من اليمين الرجعي إلى اليسار التقدمي ، إلى اليسار الانتهازي ، إلى الزمرة إلى الطغمة ، أما التعصب الديني ، فظهرت آثاره ، في ظهور الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش ، والسنة والسلفية ، وهلم جرى . و كلنا نعلم ، أثر كل أشكال هذا التعصب السلبي على أوضاع الجنوب العربي ، منذ استقلال الجنوب العربي عن بريطانيا حتى اليوم . ونعلم إن أعداء الجنوب العربي ، يعملون على وتر هذه الأشكال من التعصب ، من أجل تحقيق أهدافهم الاستراتيجية في الجنوب العربي ، وللأسف الشديد إن النخب الجنوبية ، لم تستفيد من الدروس التي ألقيت ، منذ الاستقلال حتى اليوم ، بحيث إنا نراها اليوم ، تستخدم كل أشكال التعصب الديني والفكري والسياسي والاجتماعي ، من أجل الوصول إلى كرسي السلطة ، مما يكشف لنا ، مدى أنانية وصفاقة هذه النخب ، وعدم فهمها واهتمامها بهذه المرحلة الحساسة ، التي يمر بها الجنوب العربي ، والتي قد تكون تداعياتها خطيرة علينا جميعاً ، كوطن ووجود .
وقال الكاتب : للأسف أننا لم نفهم درس نكبة 22 مايو 90 ، الذي يقول إن سبب هذه النكبة ، هو ذالك التعصب الديني والفكري والسياسي والاجتماعي ، والذي كان من المفروض إن نستوعبه جميعا أبناء الجنوب العربي ، وإن نتوحد وننبذ أي شكل من أشكال التعصب والتمييز ، أيا كان نوعه أو مصدره . الوضع في الجنوب العربي متازم إلى أبعد الحدود ، واستخدام أشكال التعصب الديني والفكري والسياسي والاجتماعي ، لإدارة المشهد السياسي فيه ، من أجل تحقيق أي نتيجة فيه ، سيجعلنا نواجه يوماً ما ، تحدياً تفتيتياً خطيراً للمجتمع ، سيهدد الاستقرار والوحدة الوطنية فيه ، على المدى البعيد ، لذا فإن علينا من اليوم ، أن نواجه كافة أشكال التعصب والتمييز ، حتى لا نفقد وطنا الجنوب العربي ، كحدود ووجود للأبد .