الاستاذ جمال بنعمر المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة المبعوث إلى اليمن
سيدي العزيز
في 15مايو 2013 تم قتل شابين من عدن بطريقه وحشيه في شارع مزدحم في صنعاء , وهاذان الشابان هما خالد محمد الخطيب في أوائل العشرينات من عمره وحسن جعفر امان في سن المراهقة.
وكان قتلهما بدم بارد في شكله الكلاسيكي دون ريب او شك في هذا التوصيف له من قبل مجموعة من الرجال القبليين الذين سُمح لهم بالتحرك دون اعاقه في صنعاء " مع الإفلات من العقاب" بحمل آلات القتل وذلك لأنهم يعملون تحت امره شيخ قبلي أسمه علي عبدربه العواضي.
كان الشابان المغدور بهما من سكان الحضر وليس لهما روابط قبلية وكانا "رحمهما الله " سلميان تماما لا يحملا أي أسلحة على الإطلاق.
ما حدث هو أن الشابين مع صديق لهما (هشام قدسي) كانا يستقلان سيارتهما وعند شارع الخمسين في صنعاء وجدوا انفسهم خلف "موكب عرسي " على سيارات تتحرك ببطء وعند تجاوزهما للموكب تم ايقافهما وعندما طلع محمد من السيارة للتحدث الى من كان في الموكب اردوه قتيلا بضخات من الرصاص ثم انتقلوا الى الجانب الاخر من السياره لقتل الشاب الصغير ( المراهق) حسن وهو داخل السيارة وهو في حاله يرثى لها من الخوف والجزع اما هشام فقد تعرض للضرب لكنه بحمد الله وفضله نجا من الموت.
واستمر القتلة في موكبهم البهيج لاستكمال احتفالهم كان شيئا لم يحصل وعند انطلاقهم من موقع الجريمه داست سيارتهم جسم "محمد- يرحمه الله- " وهي ملقاة في الشارع.
الآن يجب أن نشير إلى أن الشيخ العواضي هذا ليس زعيما قبليا فقط ولكنه أيضا عضو بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح (وهو فرع من جماعة الاخوان المسلمين العالمية) التي لديها نصف المقاعد الوزارية في مجلس الوزراء.
ومن المفارقات أنه أيضا عضو في عملية الحوار الوطني الجاريه التي من المفترض أن ينتج عنها خروج اليمن من العصور الوسطى ومن الحكم القبلي الاقطاعي إلى حالة من الديمقراطية والمدنية
وهناك أيضا بعض الأدلة على أن نجل هذا الشيخ قد يكون بشكل او بأخر مشارك في هذه الجريمة
نحن نكتب لكم على أمل أنكم سوف تحثون الرئيس اليمني والحكومة على ممارسه ضغوط واضحة وشفافة لتمكين العدالة والقضاء من ان ياخذا مجراهما الطبيعي, بدون الانقضاض على العدالة من القضاء اليمني المعروف بفساده وتحيزه السياسي والقبلي .
الشعب في الجنوب (التي تنتمي إليها الضحيتان) يغلي بالغضب ويطلب باصرار على ان العدالة سيتم تنفيذها في أقرب وقت ممكن.
ونحن نتفق مع ما قاله الفيلسوف الإنجليزي ويليام القلم "تأخير للعدالة هو إنكار لها"
لقد سمعت بالفعل من مصادر موثوقة أن الشيخ، يساعده بقوة قادة بارزون في حزب الإصلاح يضغطون على المدعي العام تجاه عدم اخذ هذه القضية ويضعون ضغوط مماثلة على قوات الشرطة لوضع العقبات في الإجراءات القانونية الواجبة.
للأسف يبدو أن هذه الضغوط بدأت تؤثر وبشكل واضح على مجريات التحقيق والقضاء في هذه المرحلة
أ د . عبدالله أحمد السياري