شبام وألمانيان

2022-11-27 21:59

 

أرتبط  الألمان بحضرموت وشبام على وجه الخصوص قبل أي جنسية أوربية من حيث إن أول  من وصل إلى شبام من الباحثين والرحالة والمستشرقين هو ألماني في نهاية القرن التاسع عشر والثاني أعتنق الإسلام في شبام وهما محور عنواننا كما إن هناك ألمان كثر وصلوا شبام بعدهما وارتبطوا  بشبام أيضا وأشهرهم  الطبيبة الألمانية (أيفا هويك) التي أستقرت بالمدينة كطبيبة لأكثر من ست سنوات من نهاية الأربعينات متخذة  الحصن الدويل  (الشمالي) في البداية مستشفى لمعالجة أبناء شبام ولواء  شبام (محافظة) عموما وفي عهدها بني مستشفى شبام خلف القصرين على السور الشرقي ومجاور  للمدرسة الإبتدائية (حاليا المستشفى غير موجود) واتخذت من مساحته صفوف دراسية جراء التوسع التعليمي بالمدينة القديمة وخلدت  ووصفت عملها وحياتها في شبام بإصدارها  كتاب الصادر بالطبعة  العربية (سنوات في اليمن وحضرموت ) كما أصدرت عدة طبعات بالإنجليزية واللغات الأخرى ،كما عمل ألمان منذ نهاية 99م إذ تولت إيرسولا إيجل  مدير مشروع التنمية الحضرية الألماني بشبام واتخذت الطابق العلوي من القصر الجنوبي مكاتبا  لإدارتها  كما وصل إلى شبام زوجين ألمانيين  على دراجتيهما الهوائية إنطلاقا من برلين في سبتمبر 2000م ناهيك عن السياح أو الباحثين من 1990م حتى 2008م وزار رئيس ألمانيا الاتحادية شبام في التسعينات لكن من هما الألمانيان  المقصودين  هما :-

 

-أدولف فون ريدا وهو أول أوربي وصل شبام حضرموت في 1843م أي  قبل 176 عام مضى هو أول أجنبي يدخل شبام بل وحضرموت عموما قادما من المكلا حيث وصلها بحرا أي أن (فريدا ) وصل شبام قبل الباحثين والمستشرقين  الإنجليز والهولنديين والنمساويين والروس وغيرهما 

ونشر أدولف ماشاهده في مؤلفات له عن حضرموت وشبام  إلا أن بعض من مواطنيه شكك ولم يصدق ذلك كما أنه أول أجنبي يطلق على مدينة شبام (شيكاغو الصحراء) ومع هذا فأن الرحالة أرنو  والقبطان هينس الإنجليزي نشرا عام 1870م خرائط ادولف فون ريدا والتي ثبتت صحتها وصحة كل ماذكره عن رحلته إلى حضرموت ،وزار شبام بعده بنصف قرن 1893م ليوهرش وهو ألماني والثاني كأجنبي  يصل شبام ..أما فان  دار مولين  الرحالة والمستكشف  (هولندي) الذي وصل حضرموت قبل منتصف القرن العشرين فقد أثنى على أدولف ريدا وقال عنه : (أنه المستكشف الأعظم لحضرموت )

أما الثاني والذي بصدده فهو المهندس توم لايرمان  الذي وصل إلى شبام وهو ألماني شاب ليلتحق فيما بعد 2000م بمكتب التنمية الحضرية بمدينة شبام التابع لمؤسسة التعاون الفني الألماني G.T.Z حاليا المسماة Giz  وأعجب  بالمدينة وتعامل مع عمليات الترميم وخصوصا النقوش والقلاع وتولد عنده  في بداية الأمر حب التحدث باللغة العربية واكتسب  ذلك بواسطة أصدقاؤه من شباب المدينة وسكن بداية وصوله  في منزل يطل على السوق القديم بشبام صم في آخر بساحة براهم  ومع تعلمه العربية تدريجيا  بدأ يسأل بعمق عن الإسلام وفي عام 2005م أعتنق  الإسلام وأشهر إسلامه في جمع من الأهالي بجامع شبام وبحضور سالم عفيف رحمه الله والشيخ إبراهيم الخطيب (مصري يسكن شبام) وهما كانا خير معين بدخوله إلى الاسلام  وأصبح أسمه يحيى لايرمان  بعد إسلامه وأصدر أثناء وجوده وعمله في شبام كتاب عن المدينة التأريخية

# علوي بن سميط