أبين تتعافى؟!

2022-11-30 22:43

 

وهل كانت مريضة حتى تتعافى؟؟

هكذا دار الحديث بيني وبين زميلي الذي عبر عن ابتهاجه بالمهرجان الجماهيري الكبير الذي شهدته اليوم مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين للاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر العام 1967م.

قليلٌ من العودة بالذاكرة إلى العام 1967م فقد سقطت مدينة زنجبار ومن بعدها مدينة شقرة وبقية مدن وأرياف محافظة أبين (التي كان اسمها بعيد الاستقلال المحافظة الثالثة) سقطت بيد ثوار الجبهة القومية بقيادة المناضل علي سالم البيض عضو اللجنة التنفيذية للقيادة العامة للجبهة القومية قائد جبهة أبين، يوم 27 أغسطس 1967م أي قبل ما يزيد على ثلاثة أشهر من إعلان الاستقلال الوطني، وتعتبر منطقة أبين من أوائل المناطق التي سقطت بأيدي قوى ثورة 14 أوكتوبر.

 

مهرجان اليوم (الثلاثا 29 نوفمبر 2022م) لا يجسد فقط ذلك التاريخ المجيد لأبين وقادتها وأهلها الأوفياء لمبادئ الثورة والحرية والاستقلال،  بل إنه يعبر عن تمسك أبين وأهلها بالمبادئ الكبرى التي سار عليها أبناء أبين وقادتها الأوئل منذ القادة الأبطال مدرم وناجي وسالمين وجاعم صالح ومحمد علي هيثم وثابت عبد وحسين قماطه وصالح الحداد وناصر أحمد صالح وسالم صالح الناخبي وعمر علي أحمد وقاسم محمد السعدي وغيرهم، وهي مبادئ العزة والكرامة وإباء الضيم ورفض التبعية والارتهان.

نعم لقد انتكست أبين حينما تعرضت للغزو والاحتلال وتلك كانت حالة كل محافظات الجنوب بعد الغزو البغيض في 1994م، وحينما تدخل الوافدون الغرباء زاعمين أنهم جاءوا ليحرروا أبين (من أهلها) كانت الوعكة مؤثرة فقد اختلط الأمر على البعض وصدَّق البعض أن الوافد الغريب يحمل معه شيئا من الخير لأبين وأهلها، لكن الأمور لم تلبث إن تكشفت وذهب الذين سلموا ديارهم لأزلام إيران ثم جاءوا باحثين عن وطن بديل في أبين والجنوب ـ ذهبوا على أعقابهم واتضحت الحقيقة وزالت الغشاوة وتبينت الرؤية، وعادت أبين إلى مكانها الطبيعي.

وما فعالية اليوم إلا تأكيداً من بين عشرات التأكيدات التي تتوالى مبرهنةً على أن أبين في كامل عافيتها ويقظتها وصيرورتها الأبدية قلب الجنوب وخاصرته الحية والحيوية.

أخيراً

أبين بلاد الحس والإحساس والحب الأكيد

أبين بلادي كل غالي في روابيها يزيد

فيها المحبة والنقا والفن والعقل الرشيد

فيها الأصالة تنبعث في كل محنة من جديد

أبين بلاد الزهد والإيمان والشعب العنيد

يمسي ويصبح مؤمنا بالعدل والعزم الشديد