هل سنتوارى خجلا يوما من الأيام لأنا كنا نقول ونعمل الحق ، بالرغم ان قول الحق وعمل الحق عمل مقدس يرضي الله أولا ثم يرضي الناس ، لماذا يتوارى اليوم أهل الحق ويخشون أن يقولوا أو يعملوا الحق إلا من وراء ستار ، أو يقولوه ويعملوه في دوائر مغلقة ضيقة .
هذه الحالة تثير العديد من الأسئلة ، منها سؤال هل هو الخوف يقتضي ذلك أم المصلحة تقتضيه أم تقتضيه السياسة ، مع أني أرجح أن الخوف والمصلحة هما العاملان الأساسيان اللذان يقفان وراء تلك الحالة ، ويأتي عامل السياسة في المرتبة الثانية .
هل نحن فعلا دخلنا مرحلة "القابض على الحق كالقابض على الجمر" ، هل سيأتي يوم نمنع فيه من أن نقرأ القرآن جهرا أو أن نروي الحديث جهرا ، أو أن لا نقول الحق مجردا واضحا كفلق الصبح ، إلا إذا غمسناه مرات ومرات ، في برك الصرف الصحي الخاصة بالرياء والنفاق السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
هل ممكن أن يتحول الحق المقدس يوما من الأيام إلى خطيئة ، وتتحول الخطيئة إلى حق مقدس ؟ لما لا ، ألم تتحول الإباحية والمثلية إلى حق مقدس ، مشرعة في دساتير وقوانين الكثير من دول العالم ، الم نشاهد تشريع إحتلال العصابات الصهيونية لفلسطين وطرد أهلها ، وتشريع الاستيلاء على أراضي عربية أخرى من قبل الدول العظمى ، ومن قبل مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ، كما نرى تشريع نهب الدول القوية لثروات وخيرات الدول الضعيفة ، بقرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة .
إن كل ذلك يقول أنا دخلنا فعلا مرحلة القابض على الحق كالقابض على الجمر ، وأنا دخلنا مرحلة تحول الحق المقدس إلى خطيئة ، وتحول الخطيئة إلى حق مقدس ، "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" ، "والله غالب على أمره ولو كره الكافرون" صدق الله العظيم .
*- شبوة برس ـ سالم هارون