خديعة المواطنة المتساوية

2023-03-15 18:25





على الرغم من هول الحيرة التي صدمت الكثير من مناضلي شعبنا الجنوبي من خلال ما تضمنته كلمة الأخ العزيز محمد الغيثي رئيس هيئة ما يسمى بالمصالحة والمشاركة، وخصوصا تلك العبارات التي أثارت في نفوسنا ومشاعرنا موجة من الاستشعار بخديعة ما جاء في ذلك البيان المعبر عن وجهة نظر الغلبة الشماليين القابضين على تلابيب المطابخ الخاصة بوضع جداول لاجتماعات والمتحكمين كما يبدو بصياغة النتائج والتوصيات.



صحيح أن الوثائق التي تم مناقشتها لم تقر بعد كما ذكر الأخ المناضل محمد الغيثي ، ٱلا أن عبارة (المواطنة المتساوية) الواردة في تلك الوثائق المطبوخة في مطبخ ما وراء المحيطات، تعد من وجهة نظري من أخطر العبارات لما لها من أبعاد مستقبلية وعواقب سياسية واقتصادية واجتماعية على شعب الجنوب العربي أرضا وإنسانا، فالمقصود بها ومنها في ٱن معا، هو أن أراضي محافظات الجنوب العربي ومدنها ومناطق تجمعاتها السكانتة عبارة عن أرض مباحة لليمنيين الشماليين، وأن ما تحدث من عمليات النزوح السياسي غير المبررة والمخطط لها، ومن مظاهر الاستيطان الهادف بأبعادها الكارثة إلى خطورة التغيير الديمغرافي، سوف تكون نتائجها وخيمة .. وجميعنا يدرك ويعلم ما هي عواقب ذلك الخطر من التغيير السكاني في محافظات الجنوب مستقبلا.



وهنا أسمحوا لي أن أذكر الرأي العام الجنوبي بصفة عامة وقيادة مجلسنا الانتقالي ومنهم ممثليه في لجنة أو هيئة المصالحة والشراكة (الخديعة) بصفة خاصة، ما قاله زعماء جريمة احتلال واجتياح محافظات الجنوب بعد عام 1994م الدموية، ومنهم زعماء حزب التطرف الديني الأخواني (التجمع اليمني للإرهاب) عبدالوهاب محمد الأنسي وعبد المجيد الزنداني ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبد الكريم الارياني وغيرهم، على أن إحكام سيطرتهم على أراضي الجنوب والاستيلاء على خيراتها ومواردها، يتمثل بعملية التغيير الديمغرافي من خلال عمليتي النزوح والاستيطان والتزاوج والبيع والشراء للأراضي الخصبة زراعيا وعلى الموارد الاقتصادية مع ضرورة اتباع سياسة الافقار والتجويع والتهميش والإقصاء لأبناء شعب الجنوب.

*- د حسين العاقل