لماذا تتم صناعة المكونات جنوبا وليس في اليمن

2023-06-24 17:09

 

اختلط الحابل بالنابل

 

هناك قصتان لهذا المثل وكلاهما تدل على الخلاف واختلاط الأمور وعدم وضوحها، ومن الدلالة الأكيدة للمثل ان الأمور لم تعد مفهومة ولاتدري (حبل من في رِجل من) وهذا مثل آخر، ولن نخوض في معاني الأمثال لأن جميعنا نعرفها ولكن الشاهد منها اننا في الجنوب قد اختلط علينا الحابل بالنابل لانعلم مايدور حولنا وما يُعتمل لنا ومن ادعى انه يعرف مايدور يشرح لنا وينورنا، لأننا بصراحة معد فهمنا شيء وكلما حاولنا نفهم تظهر طلاسم جديدة، وكلما قلنا "قربنا" ننتبه وقد "بَعُدنا" أو اُبعِدنا!.

 

سمعنا عن صناعة المكون الجديد (المجلس الوطني الحضرمي) الذي أعلن عنه في "الرياض"! ومن المحتمل ان تنضم اليه مكونات شبوانية (هكذا سمعنا) لكن الأمر الغريب اننا لم نسمع عن مجلس وطني ذماري أو ماربي أو تعزي أو صنعاني صنع في الرياض!! فقط في حضرموت!.

 

عندما يتوحد الحضارم أو غيرهم في مكون واحد يمثلهم ويطالب حقوقهم هذا جيد ونؤيده ونتمنى لهم التوفيق وهو من حقوقهم! لكن الإنتقائية والتخصيص واختيار حضرموت هو المستغرب، لأن الكيفية التي تم بها نقل الوفد من حضرموت إلى الرياض وأيضاً اختيار أعضاء الوفد من داخل حضرموت ومن المهجر يدل على أن هناك شيء خفي يتم اعداده في السر.

هل تريد الجارة الكبرى إدخال حضرموت في دوامة الصراع التي سلم منها في الماضي؟ أم أنها تريد تقسيم الجنوب إلى قسمين، قسم يتبع حضرموت وآخر يتبع عدن؟

هذه التساؤلات بحاجة إلى إجابة شافية لأنها ترسم معالم جنوب المستقبل الذي يحاول استعادة دولته على حدوده السابقة.

لسنا ضد احد اذا اراد ان يشكل له كيان يطالب بحقوقه ويدافع عنها لكنا ضد إستخدام تلك التفريخات لتفتيت الجنوب واعادته إلى ماقبل 1962م اي قبل تشكيل (اتحاد الجنوب العربي).

اختلاط الأمور وتداخلها ومحاولات تفريخ مزيد من المكونات في حضرموت أو غيرها سيفجر الوضع ومن الصعب السيطرة عليه لاحقاً، فهل تعي جارتنا الكبرى ذلك؟

في شبوة يتم العمل على تشكيل احلاف جديدة إضافة إلى المكونات السابقة ستعمل على تفريق  الكلمة وتشتيت الشمل لتسهيل دخول أعداء الجنوب والعبث به ما الداخل.

الايام كفيلة بكشف المستور لكن كلمة اخيرة نقولها:

إن ما يصنع في الخارج من أحزاب ومكونات لن يكون في صالح البلاد وإن بدأ للبعض عكس مانقول

 

عبدالله سعيد القروة

٢٤ يونيو ٢٠٢٤م