معظم مشاكلنا وصراعاتنا تعود إلى ضعف عملية الانتماء والتنشئة المجتمعية ..
كانت بداية ظهور الدولة قد بني على أسس ضعيفة، في التنشئة المجتمعية والسياسية، اعتمدت على المبادئ المجزأه التي راحت تعظم الافراد والهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة، فبدلاً من بناء المؤسسات الوطنية على اُسس علمية ووطنية، وفق مفاهيم حديثة للهوية الوطنية والمواطنة، إلاّ ان ما حدث هو خلاف ذلك إذ اقدم النظام الجديد على فرض مبادئ القوة العسكرية الإستبدادية، واوجد استقرار امني بصورة مصطنعة، واعتمد المحاصصة المناطقية والقبلية والعشائرية بصورة غير ناضجة بحسب الولائات الشخصية، ولا تنمي شعوراً حقيقياً بالمواطنة أو فهماً للدولة .
ففي غياب مفهوم حداثي للهوية الجامعة والمسؤلية الوطنية وانعدام معايير علمية لشغل الوظيفة العامة. كل ذلك وجّه المجتمع والفاعلين نحو إثارة الجدل حول التجزئة والتكتلات المناطقية، تم فيها تعظيم الهوية الفرعية على حساب الهوية الوطنية، وانقسم الناس إلى قسمين "نحن" و"هم" بحيث تصبح نحن الجماعة التي تتمحور حول الزمر الضيقة كالقبيلة والقرية والجماعة المتمصلحة، "وهم" رديفة للاخر، بوصفه العدو، فيما يفترض أن يكون الاثنان شركاء في وطن واحد.
ومن ثم تم إنتاج ثقافة التخوين والتكفير والشك والوشاية وانعدام الثقة،والنهب للمال العام، كل ذلك انعكس سلباً على أوضاع المجتمع، وهكذا وجدنا أنفسنا نسير من سيئ إلى أسواء تتفاقم فيه الأوضاع يوما عن يوم .
د. فضل الربيعي