صالح .. وخبرة الادارة بالأزمات

2013-09-20 17:50

 

هل علينا الرئيس السابق صالح هذه الأيام رافعا لواء الدفاع عن الوحدة متوهما انه فعلا صانع الوحدة والمدافع عنها في حين يعرف كل من في الأرض اليمنية أن من تنازلوا من اجل الوحدة كانوا جنوبيين بداء بعلي سالم البيض وبأن من دافعوا عنها كانوا جنوبيين بداء من الرئيس عبدربه منصور هادي وقد قال ذلك صالح بـ (عظمة) لسانه بعيد (فتح) عدن مباشره حين كان يأتي على ذكر القادة الجنوبيين بالاسم في احد لقاءاته المتلفزة في عدن.

 

لا يختلف اثنان على أن فترة حكم صالح اتسمت بما يمكن تسميه (الإدارة بالأزمات ) وهي سمة طغت على حكمه حيت ظلت البلاد لا تخرج من أزمة إلا لتدخل في الأخرى، وقد كان الجنوب ميدانا لازمات لا حصر لها ليس اقلها عمليات التسريح القسري وتدمير مؤسسات الجنوب وقتل وجرح وسجن الجنوبيين التي لا تسقط بالتقادم ولا تشملها مبادرة الأشقاء والأصدقاء.

 

ولا يختلف  اثنان على أن من قتل الوحدة في نفوس الجنوبيين هو صالح وفريقه فقد جعل كل جنوبي يكفر بالوحدة بمن في ذلك من وقف معه من الجنوبيين خلال حرب 1994م ‘وتحول الجنوب منذ ذلك التاريخ  إلى مساحات من الأرض  تصرف (بالشتاتي) بصورة مقززة و(مقرفة) خالية تماما من النفس الوحدوي وحقوق المواطنة للجنوبيين.

 

وساد في عهده شعار (الباسط مالك) الذي أصبحت معه الأملاك  الجنوبية، عامة وخاصة، نهبا للغزاة الجدد، وقاعدة (الباسط مالك) هي أدهى وأمر من التأميم ومن شعار (الأرض لمن يفلحها)، فرغم سؤها إلا إنها ارحم لأنها حولت أملاك الناس إلى ملك عام كان للفقراء نصيبا منه، أما قاعدة (الباسط مالك) فلم تبقي على ملكا عاما في الجنوب لم يذهب إلى جيوب الحيتان المعروفة بالاسم.

 

من حق صالح أن يجرب حظه مرة أخرى في رئاسة الشمال، لكن ليس من حقه المزايدة علينا بشعار الوحدة التي أصبحت تستخدم للمتاجرة في نخاسة السياسة كما يتاجر البعض بالمبادئ والبعض الآخر بالدين، فنحن نعرف أن الوحدة التي يتحدثون عنها ليست مسألة عاطفية أو وطنية ولكنها مكاسب أشخاص يريدون للناس أن تموت دفاعا عنها.

 

قضية الجنوب قضية وطن وارض نقف عليها، ويموت أبناءها فداء لترابها ومن حق هؤلاء الأبناء تقرير الحل الذي يرضيهم وليس من حق أي تاجر أن يقرر مصير الجنوب من الحصبة أو من حدة.

 

اللعب بشعار الوحدة صار مكشوفا للجنوبيين فلا يزايدن احد علينا باسمها، وقد قالوا في الأمثال (من تغدى بكذبة ما تعشى بها).

 

عـــــــــــــــــــــــدن 17/9/2013م