قبل فترة تم تداول خبر مفاده أن ثمة توافق بين أطراف الصراع في اليمن على شخص علي ناصر محمد السياسي الجنوبي الذي سقط نظام حكمه يوم ١٣يناير عام ١٩٨٦م بعد قرابة ست سنوات من توليه منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني 'ورئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى الذي كان يعني رئاسة الدولة بالإضافة إلى منصبه السابق كرئيس للوزراء.
وجاء تولي ناصر للرئاسة أثر إطاحة الأمين العام ورئيس هيئة الرئاسة عبدالفتاح اسماعيل ،ذي الأصول اليمنية 'الذي شغل منصب الأمين العام للتنظيم الحاكم تنظيم الجبهة القومية منذ ٢٢يونيو عام ١٩٦٩م وكذا منصب رئيس مجلس الشعب الأعلى المعين.اثر الانقلاب التأمري الذي هندسه ضد الرئيس قحطان محمد الشعبي.وشاركه فيه بعض جنوبيينا الذين سيكونون فيما يعد ضحايا صراع توجهاته التي كان على الجنوب أن يكون حقلا لتحريبها بعد تجريب الأفكار القومية آلتي تم التضحية بالجنوب العربي الذي كان ينبغي أن يكون كبش الفداء على مذبح افكار القومجيبن الباحثين عن وحدة كيفما أتفق.
اقول إن عبدالفتاح اسماعيل بعد انقلاب التصحيح -وما هو من النصحبح في شيء -كان هو الرجل الأول.
أما سالمين فقد اعتكف في منزله بعد انتخابه رئيسا لمجلس الرئاسة من قبل القيادة العامة للجبهة القومية ،مدة ثلاثة أشهر رافضا توليها.لكنه وجد نفسه مرغما على تولي المنصب الذي لم بكن مؤهلا، له بدليل رفضه توليه في البدء -ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.-وليته أصر على عدم قبوله رئاسة مجلس الرئاسة.
وماهي إلا شهور إلا وسطع نجم سالمين 'وراحت الجماهير في طول الجنوب وعرضه تهتف بإسمه ،وتلتف حوله.وصار الرجل الأول صاحب الكلمة الفصل داخل التنظيم وخارجه.حتى أنه كان يتخذ قرارات فردية دون العوده الى مجلس الرئاسة 'ولا إلى القيادة العامة واللجنة التنفيذية للتنظيم الحاكم التي تم تغيير مسميهما إلى اللجنة المركزية والمكتب السياسي.
كان سالمين يدير الجنوب 'اما الأمين العام عبدالفتاح اسماعيل ذو الأصول اليمانية الشمالية فقد ارتكز بدون صلاحيات تذكر غدا ترؤسه الشكلي لاجتماعات الهيئات القيادية للحزب.
وكان إذا ماحضر هو والرئيس مهرجانا جماهيرياً هتفت الجماهير الجنوبية، ومعها يمانية شماليون باسم سالمين ،حتى شعر سالمين بالاحراج. ذات مرة "فتقدم إلى الجماهير في أحد المهرجانات قائلاً:(قولوا بو صلاح اليوم علم رفاقك...)
المهم أن فتاح كان يشعر بالغيرة من سالمين ،وبالغبن من تجاهله باعتباره الرجل الأول الذي يذكر اسمه في الأخبار الرسمية قبل الرئيس.
ولربما ظن أن سالمين كان عقبة أمام ممارساته صلاحياته، باعتباره الرجل الأول في البلاد.وكان مخطئاً، لأنه بفضل سالمين بقي مركوزا ولو بدون صلاحيات في معاشيق 'يجالس الشعراء والمثقفين.
وحتى بعد إطاحة سالمين,في ،٢٦بونيو عام ١٩٧٨م كان الحاكم الفعلى علي ناصر محمد .
الحقيقة آلتي غابت عن عبدالفتاح اسماعيل هي أنه ليس من أبناء الحنوب..
وغابت فيما بعد عن البيض الذي ظن أنه سيمارس صلاحيات نائب رئيس في صنعاء حتى إذا جرت انتخابات تشريعية سبكتسح حزبه الانتخابات، 'ويحكم اليمن كلها! لكن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قالها له صراحة :(نحن مش جبناك تحكم هنأ ياعلي!) وبالفعل طردوه وحكموا عليه بالاعدام.
وجاؤوا بالدنبوع 'ركزوه في القصر الجمهوري بدون صلاحيات بدلا من البيض.
وصار هادي رئيسا ،،عام٢٠١٢م بدون صلاحيات! فمازال صالح هو الحاكم الفعلي ولو من وراء الستار.
مايعني أنه لايستطيع جنوبي يحكم في صنعاء كما لم يستطع شمالي أن يحكم في عدن لأننا بلدان فرضت على أحدنا أو كلينا وحدة لاوجود لها في الواقع، أساءت إلى العلاقات الطيبة آلتي كانت قائمة بينهما كشعبين شقيقين.وها نحن بعد الأخوة العميقة كدنا أو صرنا أعداء!
ولن يجدي أن نركز دنبوعا في صنعاء ،أو جوفيا في عدن لكي يقال أننا وحدويون،لأن التجارب السابقة أثبتت فشلها ،فلا عبدالفتاح اليمني حكم في عدن ،ولاالدنبوع الجنوبي حكم في صنعاء ،ولن يكون مصير علي ناصر وسواه إلا مصير البيض والدنبوع في صنعاء ومصير عبدالفتاح في عدن.