مصر ترفض عسكرة البحر الأحمر وتؤكد أن الحوكمة للدول المشاطئة فقط

*- شبوة برس – هاني مسهور

أكّدت جمهورية مصر العربية، أمس الأربعاء، رفضها القاطع لمحاولات عسكرة البحر الأحمر، مشددة على أن حرية الملاحة وتأمين حركة السفن تمثل أولوية قصوى، في ظل تصاعد تهديدات جماعة الحوثي بتوسيع نطاق عملياتها البحرية لتشمل جميع السفن المرتبطة بشركات تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في القاهرة مع نظيره اليوناني، حيث أشار إلى أن مصر تعتبر المتضرر الأكبر من تصاعد التهديدات في البحر الأحمر، داعيًا إلى حصر حوكمة هذا الممر الحيوي على الدول المشاطئة فقط.

خسائر قناة السويس

وفي سياق متصل، كشف رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، أن مصر خسرت نحو 6 مليارات دولار من إيرادات القناة بسبب تداعيات الحرب في غزة، التي اندلعت في أكتوبر 2023، وتسببت في تراجع كبير في حركة الملاحة التجارية.

وكان ربيع قد صرّح في يوليو الماضي بأن الممر الملاحي يواجه أزمة غير مسبوقة بفعل تصاعد هجمات الحوثيين على السفن التجارية، مما دفع العديد من شركات الشحن العالمية إلى تغيير مساراتها بعيدًا عن قناة السويس نحو رأس الرجاء الصالح.

موقف مصر من التحالفات العسكرية

وجدّد ربيع التأكيد على أن مصر ترفض الانخراط في أي تحالف عسكري ضد الحوثيين، موضحًا أن اليمن دولة عربية شقيقة، وأن القاهرة لا تشارك في عمليات عسكرية ضد أي دولة عربية، مشيرًا إلى أن الحلول الأمنية في البحر الأحمر ينبغي أن تبقى تحت مظلة إقليمية، لا خارجية.

خلفية التوتر

وتشهد مياه البحر الأحمر تصعيدًا كبيرًا منذ أواخر عام 2023، بعد أن أعلنت جماعة الحوثي استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، في سياق دعمها لحركة "حماس" خلال الحرب على غزة. كما أعلنت الجماعة لاحقًا عن نيتها توسيع دائرة الاستهداف لتشمل أي شركة تتعامل مع موانئ إسرائيلية، وهو ما أثار مخاوف من تحوّل البحر الأحمر إلى ساحة صراع مفتوح.

وتسعى مصر، التي تعتمد بشكل كبير على إيرادات قناة السويس، إلى الحفاظ على استقرار هذا الممر الملاحي الذي يعد من أهم الشرايين الحيوية للتجارة العالمية، ويشكّل مصدرًا رئيسيًا للنقد الأجنبي في البلاد.