الخضوعية السياسية عند بعض الجنوبيين: أزمة هوية واحتقار ذاتي لأنفسهم.

2025-08-20 16:39
الخضوعية السياسية عند بعض الجنوبيين: أزمة هوية واحتقار ذاتي لأنفسهم.
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان

في الوسط الجنوبي، تبرز أحيانًا ما يمكن تسميتها الخضوعية السياسية (حتى لا اسميها بإسمها العلمي الذي قد يثير سوء فهم)، التي تصيب فئة معينة من الناس الذين يعانون من احتقار ذاتي سياسي واجتماعي معقد. هؤلاء الأشخاص يتلذذون بفكرة احتقار كيانهم الوطني والاجتماعي الجنوبي، ويظهر ذلك في استهانتهم بهويتهم الجنوبية الخاصة، مقابل تمجيدهم لليمنيين بوصفهم رجال سياسة ودولة متمرسين ونماذج قوة في المنطقة. وهذا الشعور المتناقض هو بمثابة محاولة نفسية لملء فراغ داخلي من الاحتقار الذاتي والتلذذ بالإهانة والإذلال.

 

ومع ذلك، فإن هؤلاء المرضى بالخضوعية السياسية غالبًا لا يرون الحقيقة كاملة عن اليمن مقارنة بالجنوب. اليمن، الذي على مدى قرن كامل من الحروب المتواصلة، شهد انهيارات أخلاقية ومجتمعية متكررة وسقوطًا لقيم القبيلة العربية التي كانت تشكل قاعدة اجتماعية راسخة، كما تحولت العديد من قياداته إلى مجرد أتباع ومشتغلين بالارتزاق والذيلية، مما جعل نموذج اليمن الذي يعظمونه بعيدًا كل البعد عن الاستقرار والقوة الحقيقية.

 من هذا المنطلق، فإن تمجيدهم لليمن لا يعكس الواقع الحقيقي بل هو استسلام نفسي وهمي يعمق الأزمة الذاتية الداخلية لديهم.

 

د. حسين لقور بن عيدان