تقليدُ إعلام حزب التجمع اليمني للإصلاح - فرع جماعة الإخوان المسلمين - في تكثيف الدعاية السوداء الفَظَّة، عملٌ غيرُ محمود العواقب.. يلحقُ أَفْدحَ الأضرار ويهزُّ ثقتَه بإعلامه.. وقد لاحظنا حجمَ الدعاية في الإعلام الجنوبي الذي يتبنَّى قضيةً عادلةً تحتاج إلى الإعلام الكفء، ولا تحتاج إلى تقليد إعلام حزب التجمع اليمني في تكثيف الدعاية بكل أنواعها؛ لأن حزب الإصلاح ليس لديه قضية وطنية يدافع عنها، وإنما لديه غنائم كبيرة وواسعة في الجنوب يدافع عنها تحت شعار "الوحدة أو الموت"، وبالتالي ليس له قاعدة شعبية في الجنوب يُخْسِرُها، عكس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لديه قضية وطنية عادلة، وله حاضنة شعبية كبيرة على طول وعرض الجنوب العربي.
والاستمرارُ في نهج الإعلام القائم على تكثيف الدعاية الرمادية والدعاية السوداء لا يخدم القضية الوطنية، ولا يخدم المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه، الذي عليه أن يُبْعِدَ النظرَ في سياسة الإعلام وخططها، كما أن عليه أن يلزم قياداته بعدم استخدام مفرداتٍ يُسْتَشَفُّ منها أن المجلس الانتقالي الجنوبي ما زال متمسكًا بالوحدة اليمنية، وأن هدف قياداته استعادة مصالحها في شراكة سلطة مع طرف شمالي يقبل بها، وهذه جريمة كبرى وخطأ جسيم يتكرر من بعض القيادات، ربما بغير قصد، مثل التمسك بمفردة "الشمال" التي يمكن استخدام "دولة العربية اليمنية" عوضًا عنها، ومفردة "الجنوب" التي يمكن الاستعاضة عنها بـ"دولة اليمن الديمقراطية الشعبية".
هذه ملاحظات على الريق أسوقها للإخوة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ومؤسساته الإعلامية وناشطيه، ومسودُّ هذه السطور منهم.
الباحث: علي محمد السليماني