خبير روسي: الوحدة اليمنية "وهم خطير" والحل في اعتراف دولي بدولتين منفصلتين

2025-09-15 11:44
خبير روسي: الوحدة اليمنية "وهم خطير" والحل في اعتراف دولي بدولتين منفصلتين
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

دعا خبير سياسي روسي إلى تغيير جذري في النهج الدولي تجاه الأزمة اليمنية، واصفًا استمرار السعي للحفاظ على الوحدة اليمنية بأنه "وهم خطير" يهدد استقرار المنطقة بأسرها.

 

تحليل للواقع:

في تحليل مطول، أوضح دينيس كوركودينوف، الرئيس التنفيذي للمركز الدولي للتحليل والتنبؤات السياسية، أن البلاد تقف عند "نقطة اللاعودة" بعد أكثر من عقد من الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 375 ألف شخص وفقًا للأمم المتحدة، محذرًا من أن محاولات إعادة بناء الدولة الموحدة منذ 2015 قد باءت جميعها بالفشل.

 

جذور الانقسام:

أكد كوركودينوف أن اليمن لم يكن كيانًا متجانسًا تاريخيًا، مشيرًا إلى أن الشمال والجنوب سارا في مسارين مختلفين لقرون. ووصف وحدة عام 1990 بأنها كانت "زواج مصلحة فاشل" انكشف ضعفه سريعًا بحرب 1994، مما كشف عن تناقضات عميقة تجعل الشراكة القسرية بين الشطرين مستحيلة.

 

فشل الحلول السابقة:

انتقد الخبير الروسي الاتفاقات السابقة، مثل اتفاق الرياض 2019 وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي 2022، واصفًا إياها بأنها لم تحقق أي نتائج ملموسة وساهمت في مزيد من التفتيت. ونقل على لسان دبلوماسي سعودي قوله ساخرًا: "حاولنا تزويج نمر بسمكة قرش، فبقي النمر على اليابسة وعادت السمكة إلى الماء".

 

واقع جديد:

أشار التحليل إلى أن الواقع على الأرض يؤكد الانقسام، حيث يسيطر الحوثيون على الشمال بما فيه العاصمة صنعاء، بينما يسود المجلس الانتقالي الجنوبي الجنوب بسلطة شبه كاملة. وأضاف أن هذا الواقع أنتج "مشروعين سياسيين متباينين" لا مجال للجمع بينهما.

 

مقترح الحل:

دعا كوركودينوف المجتمع الدولي ودول التحالف إلى:

التخلي عن "أوهام الوحدة القسرية".

الاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.

دعم حوار جنوبي شامل لتشكيل حكومة مستقرة في الجنوب.

العمل على إنشاء حكومة "شمالية" في مأرب تضم القوى المناهضة للحوثيين.

 

خاتمة استعارية:

خلص الخبير إلى أن "اليمن اليوم أشبه بطائر بجناح واحد، يستطيع الركض لكنه لا يطير. وحان الوقت للإقرار بأن الطيران يحتاج إلى جناحين، حتى وإن كانا لطائرين مختلفين"، مؤكدًا أن السلام الحقيقي يبدأ بالاعتراف بهذا الواقع والعمل على أساسه.