((مجرد وجهة نظر شخصية ))
من يظن أن اعتراف بعض الدول الغربية بدولة فلسطينية هو انتصار للشعب الفلسطيني، يقرأ المشهد من زاوية ضيقة. فهذا الاعتراف ليس دعمًا للحق بقدر ما هو تثبيت لوجود إسرائيل، بل هو اعتراف كامل بها كدولة شرعية، مقابل تقديم فتات للفلسطينيين تحت اسم "دولة مستقلة".
الغرب يعرف أن القضية الفلسطينية حق تاريخي لا يحتاج إلى شهادته، لكنه يريد أن يقدّم الاعتراف كصفقة سياسية متوازنة: دولة للفلسطينيين في مقابل ترسيخ دولة الاحتلال. وهنا يكمن الخطر؛ فالاعتراف لا يمنح الفلسطينيين شيئًا حقيقيًا، لكنه يضع توقيعًا دوليًا على بقاء إسرائيل أمرًا واقعًا ونهائيًا.
هذا الاعتراف ليس سوى غطاء لمشروع "حل الدولتين"، مشروع يختزل فلسطين في حدود ضيقة، ويبقي الاستيطان قائمًا، لتتحول القضية من قضية تحرر إلى مجرد كيان هش بلا سيادة حقيقية.
القضية الفلسطينية أكبر من بيانات سياسية أو تصريحات عابرة. إنها قضية شعب ناضل لأكثر من سبعين عامًا، وقدّم آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين. وما لم يُرفع الغطاء العسكري والسياسي الغربي عن الاحتلال، فلن يكون لأي اعتراف قيمة، بل سيبقى مجرد حبر على ورق يخدم إسرائيل أكثر مما يخدم فلسطين.
فلسطين لا تحتاج إلى اعتراف دولي كي تثبت وجودها؛ وجودها محفور في الدم والتاريخ والجغرافيا والهوية. وما تحتاجه حقًا هو مواقف عملية صلبة توقف الاحتلال وتدعم صمود شعبها، لا خطوات شكلية تكرّس بقاء الاحتلال باسم ((السلام)).