شهدت ذكرى 26 سبتمبر، حالة من التشظي السياسي غير المسبوقة بين مراكز القوى اليمنية، مما يؤشر على نهاية وشيكة لبقايا نظام ما قبل الحرب وتغير جذري في الخارطة السياسية للبلاد مع الحضور اللافت للجنوب كطرف له مشروعه.
إن ظهور خمسة متحدثين باسم سبتمبر مختلفين في هذه المناسبة كل منهم يتحدث من مكان مختلف وسادسهم رشاد العليمي، في الأمم المتحدة، يعكس عمق الانقسام وتعدد الأجندات السياسية المتصارعة.
المشهد السياسي اليمني الحالي، بتشظيه وانقساماته العميقة، يؤكد أن العودة إلى نظام ما قبل الحرب أصبحت من الماضي. فالبلاد تسير في طريق اللاعودة نحو واقع سياسي وجغرافي جديد، قد يكون أكثر صعوبة وقد يكون فيه انفراجة للشعبين في الجنوب واليمن، و هو ما يتطلب من جميع الأطراف الفاعلة، المحلية والدولية، إعادة تقييم استراتيجياتها والبحث عن حلول سياسية جديدة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الجذرية التي طرأت على الخارطة السياسية الجنوبية و اليمنية.