تبكي الأوطان عندما تُباع للأوغاد وتُلقى في مزابل القمامة باسم الحرية الزائفة.
تبكي عندما يتناحر أبناؤها على أمور تافهة، غافلين عن حقيقة حياتهم الواهمة.
تبكي عندما تصل أحوال أبنائها إلى الحضيض.
صَرَخَ الوطن فهدّ الجبال ولم تتحرك النفوس، فزعت البهائم ولم تعر الألباب أي اهتمام.
وطن بكى وسقط في هوة الظلام بينما تصفق الخونة. إنه عيد تُذبح فيه الكرامة والإنسانية.
يا للجهل المنتصر! وقف التاريخ مذهولاً أمام غدر القوم، فالغدر طبعهم والظلام مرجعهم.
طفل يشيخ قبل أن يفطم. لا للوحدة مع من تسببوا في هذا الدمار، فلن نسامحهم أبداً.
من يمسح دموع الوطن؟ من يثأر للشهداء؟ من يتذكر ساحات الشرف؟
أصبح التعليم أداة سياسية، والمستقبل سلعة، والأجيال أوراق مساومة.
آه على حضرموت، لقد مزقوكِ وأصبحتِ غنيمة يتقاسمها الجميع.
جنيت على نفسك فأصبحت لاجئاً، وجنيت على شعبك فبات بين قتيل وجائع وسجين.
بكى الوطن وانخدع من انخدع، وها هو الثمن يُدفع الآن.
لا تفتخر أيها المحتل، فكم من أمم أقوى منك زالت.
قم يا ابن الجنوب، لا تنتظر من يحررك، فالعرب قد تخلوا عنك.
عود إلى رشادك، واتبع طريق الأجداد الذين بنوا مجدهم بالأخلاق والوفاء.
ثق بنفسك وبأهلك، فلا تجعل الغريب سندك.
يا أهل البادية، لقد تبدلت مواثيقكم وأصبحتم أشتاتاً تتنازعون على السلطة والمال.
إن الوضع الراهن يتطلب من الجنوبيين، وخاصة أبناء حضرموت، فهم رياح المرحلة الداخلية والإقليمية والدولية لتحديد اتجاههم. فما هو دور الجنوب في المرحلة القادمة؟