حضرموت.. نبض الجنوب المتجدد وروح الاستقلال القادمة

*- المكلا خاص لـ "شبوة برس"

تتجدد في حضرموت روح النضال الجنوبي الذي لم يخمد يومًا، ويستعيد أبناؤها ذكرى التضحيات العظيمة التي سطّرها الأبطال دفاعًا عن الأرض والكرامة والهوية. فمنذ بدايات الكفاح الجنوبي وحتى اليوم، كانت حضرموت حاضرة في كل مرحلة، تقدم الرجال والمواقف والمبادئ في سبيل الحرية والاستقلال.

لقد أدرك الحضارم باكرًا أن الجنوب لا يمكن أن يكون حرًا إلا بوعي أبنائه، وأن الكرامة لا تُمنح بل تُنتزع. لذلك ظلت حضرموت، عبر الأجيال، ركيزة صلبة في مسيرة التحرر، ترفض كل أشكال التبعية والهيمنة، وتتمسك بحق الجنوب في أن يكون سيد قراره فوق ترابه المستقل.

وفي ظل الواقع الراهن، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية وتتعاظم التحديات، تبرز حضرموت اليوم بصوتها الوطني الصادق، لتؤكد أن مشروع الدولة الجنوبية ليس شعارًا عابرًا، بل هو خلاص سياسي وإنساني، وحقٌّ أصيلٌ لشعبٍ قدّم من التضحيات ما يكفي لولادة وطن جديد.

فدماء الشهداء التي روت تراب الجنوب، تلزم الجميع بمواصلة الطريق نحو تحقيق الهدف الذي استشهدوا من أجله، وهو قيام دولة جنوبية عادلة تضمن الكرامة والمواطنة المتساوية لكل أبنائها.

حضرموت اليوم ليست مجرد محافظة، بل هي محور الاستقرار الجنوبي، وقلبه الاقتصادي والروحي، وصوت الوعي الوطني الذي يدرك أن وحدة الصف الجنوبي هي الطريق الآمن نحو المستقبل.

إنّ التمسك بخيار الاستقلال وبناء الدولة هو الرد العملي على كل محاولات التهميش والوصاية، وهو تجسيد للوفاء لتاريخ حضرموت ونضالها الطويل من أجل الجنوب الحر.

وهكذا، تبقى حضرموت عنوانًا ثابتًا في مسيرة الجنوب العربي، تؤمن بأن النصر الحقيقي قادم، وأن راية الاستقلال سترفرف من جديد على أرضٍ حرّةٍ ذات سيادةٍ كاملة.

*- محرر "شبوة برس"