الانتقالي وقضية الجنوب.. نجاح محدود وسط قيود كبرى

2025-10-24 21:26
الانتقالي وقضية الجنوب.. نجاح محدود وسط قيود كبرى
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

(بين الإنجازات الجزئية والتحديات الكبرى، يبقى الطريق نحو حقوق الجنوب الواقعية طويلاً وشاقاً).

 

*- شبوة برس – لطفي الداحمة

بعد أكثر من عقد على تحرير الجنوب، يظل السؤال مطروحاً، هل نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في فرض قضية الجنوب وتحقيق مطالب شعبه؟ الواقع يوضح أن الإجابة ليست بسيطة، فهي مزيج من إنجازات محدودة وتحديات كبيرة.

على صعيد السيادة السياسية، تمكن الانتقالي من فرض نفسه كلاعب رئيسي في المشهد الجنوبي وإدارة بعض المناطق، وأسس وجوداً مؤسسياً يمكن اعتباره إنجازاً جزئياً، غير أن القضية الجنوبية ككل لم تتحقق، فالسلطات المركزية والتحالف العربي ما زالا يسيطران على مفاصل القرار، ويقيدان استقلالية أي قيادة محلية.

 

أما على صعيد الخدمات والمعيشة، فالوضع أكثر وضوحاً، الجنوب يعاني من نقص مستمر في الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، بينما المرتبات غالباً غير منتظمة، هذا الواقع يجعل الحديث عن "فرض القضية" شعاراً أكثر من كونه واقعاً ملموساً.

وفي التوازن السياسي، يظهر الانتقالي أحياناً كطرف متفرج، غير قادر على كسر القيود الإقليمية أو فرض الحلول التي تلبي مطالب شعبه، رغم شعبيته ودعمه المحلي، يثير تساؤلات حول مدى قدرة القيادة الجنوبية على ترجمة إرادة الشعب إلى واقع فعلي داخل منظومة معقدة من التحالفات والمصالح الدولية.

 

يمكن القول إن الانتقالي نجح جزئياً في ترسيخ وجوده كقوة سياسية، لكنه لم يحقق إنجازات حقيقية على الأرض، قضية الجنوب لا تزال محكومة بالوعود غير المنفذة والتحديات المستمرة.

الإرادة الشعبية، رغم قوتها، تحتاج إلى شجاعة وقرارات فعالة، بعيداً عن الشعارات التي لا تصل إلى حياة الناس، خاصة مع تضحيات شعب الجنوب الذي يدفع بأبنائه في جبهات القتال دفاعاً عن الأرض والعرض والهوية.

«الحق لا يعطى، وإنما ينتزع»

الجمعة، 24 أكتوبر 2025م