*- شبوة برس – مصعب عيديد
تعد جماعة الإخوان المسلمين من أكثر الحركات إثارة للجدل في العالم العربي، إذ بنت شبكة نفوذ واسعة في مجالات التعليم والدين والسياسة والإعلام. غير أن هذه الشبكة باتت توصف بالأخطبوط الأعمى الذي يتحرك بلا بوصلة أخلاقية، مسببًا اضطرابًا في استقرار المجتمعات.
في حضرموت، سعت الجماعة لإعادة بناء نفوذها بعد تراجعها في مناطق أخرى، مستخدمة واجهات تعليمية وخيرية وقبلية وإعلامية لتجنيد الأفراد تحت شعارات دينية واجتماعية ظاهرها الخير وباطنها سياسي. واستغلت ما يعرف بـ«حلف القبائل» كغطاء قبلي يمنحها شرعية اجتماعية، عبر شخصيات تتحدث عن الحقوق لكنها تخدم أجندات التنظيم الدولي للإخوان.
امتد نشاط الجماعة إلى التعليم والإعلام، حيث تسعى لغرس كوادرها في المدارس والمراكز الدينية، وتوظيف المنصات الإعلامية لبث رسائل تحريضية ضد القوى الوطنية الجنوبية. كما تعتمد أسلوب التمويه خلف الجمعيات والمؤسسات المدنية لتأمين الدعم المالي والإعلامي وتجنب المواجهة المباشرة.
ويحذر محللون من ارتباط الجماعة بمراكز قرار خارجية، تتعامل مع حضرموت كأداة ضمن مشروع سياسي أوسع يهدد استقرارها ووحدتها. في المقابل، يدعو ناشطون إلى رفع الوعي المجتمعي ومراقبة الأنشطة المشبوهة وتعزيز روح التكاتف والتعايش التي تميز المجتمع الحضرمي.
إن تجربة الإخوان في حضرموت تجسد قدرتها على التلون والتخفي، فهي تتراجع حين تُواجه وتتحرك في غياب الرقابة، ما يجعلها كالأخطبوط الأعمى الذي يضرب في كل اتجاه دون إدراك لعواقب أفعاله على استقرار المحافظة ومستقبلها.