تحديد الهوية: ما يحتاجه المجلس الانتقالي اليوم

2025-10-26 22:00

 

في هذه المرحلة الحساسة، يحتاج المجلس الانتقالي الجنوبي قبل أي شيء إلى تحديد هويته السياسية بوضوح؛ الهوية التي ينطلق منها فعله، وتُبنى عليها مواقفه، وخططه، واستراتيجياته.

 

فمنذ فترة، بدا أن المجلس يعيش حالة تَيهٍ بين ثلاثة مسارات أفقدته شيئًا من وضوح هويته الأصلية:

هل هو مكوّن سلطة؟ 

أم هو قوة معارضة؟ 

أم أنه حركة ثورية تقود مشروع شعبٍ نحو التحرر؟ وحينها يجب أن تُبنى كل السياسات والخطوات وفق هذا الأساس، وهذا هو المسار الصحيح حتى مع المشاركة في السلطة يجب أن تبقى هوية الثورة وقيادتها واضحة لا لبس فيها. 

 

إن العودة إلى الهوية الأصيلة كحركة ثورية جنوبية ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية.

فمن دون وضوح في الاتجاه، ستظل المواقف خاضعة للأهواء وردّات الفعل والقرارات الآنية، بدل أن تكون ثمرة رؤية استراتيجية متكاملة.

 

المجلس بحاجة إلى مفكرين ومنظّرين حقيقيين يقرأون المشهد بعمق، ويضعون له الأطر الفكرية والسياسية التي تحدد طبيعة علاقاته داخليًا وخارجيًا، وتمنحه بوصلة ثابتة في بحرٍ متلاطم من المتغيرات.

 

هذا الكلام ليس نقدًا، بل حرص من محبٍّ صادق، يرى أن وضوح الهوية هو مفتاح البقاء، وأن الجنوب يحتاج المجلس الانتقالي أكثر من أي وقت. 

‎#صلاح_بن_لغبر