شبوة برس – خاص
أطلع محرر "شبوة برس" على تصريح شديد اللهجة للكاتبة المصرية "سحر الجعارة"، استنكرت فيه ما حدث في قرية نزلة الجلف بمحافظة المنيا من تهجيرٍ قسريٍ لأسرة قبطية عقب جلسة صلح عرفية فُرضت بسبب شائعة عن علاقة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، واعتبرته وصمة في جبين العدالة المصرية وعودة لمشاهد الاستعلاء الديني التي غذّاها الفكر السلفي منذ سبعينات القرن الماضي.
وقالت الجعارة في رسالتها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي إن ما جرى يمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئ المواطنة والمساواة، مؤكدة أن بعض المحكمين الشعبيين وعمدة القرية عصفوا بالدستور والقانون حين أجبروا الأسرة القبطية على بيع منازلها ومغادرة قريتها، في مشهد من العقاب الجماعي يعبّر عن تغوّل الفكر السلفي الذي تسلل إلى المجتمع المصري مع صعود أنور السادات إلى الحكم عام 1970، حين فُتحت الأبواب أمام التيارات المتشددة لتغزو الوعي الوطني المصري.
وأضافت الجعارة أن مصر التي قاومت تهجير الفلسطينيين واحتضنت قضاياهم، لا يمكن أن تسمح بتهجير أبنائها الأقباط الذين سكنوا أرضها منذ آلاف السنين قبل الغزو السلفي، مؤكدة أن هذا الفعل يناقض تاريخ مصر ودورها الحضاري والإنساني، ويشكّل خطراً على وحدة نسيجها الوطني.
وشددت على أن ما حدث يُعد إهداراً للمادة (53) من الدستور المصري التي تضمن المساواة بين المواطنين، داعية القيادة المصرية إلى إنهاء ظاهرة الجلسات العرفية التي باتت تُستغل لشرعنة التمييز الديني وإضعاف دولة القانون، مؤكدة أن مصر التي تصنع السلام في غزة لا يمكن أن تسمح بالظلم في المنيا.
واختتمت الجعارة تصريحها بالتعبير عن ثقتها في إرادة الرئيس السيسي لإنهاء مثل هذه الممارسات، التي تُسيء لوجه مصر الإنساني وتتناقض مع رسالتها التاريخية كدولة حامية للسلام والعدالة.