الجرحى وأسر الشهداء بين الوفاء المفقود والخذلان المستمر

2025-11-01 18:11

 

في مشهد يقطّع نياط القلوب، يستعد جرحى الحرب وأسر الشهداء، يوم الأحد القادم، لتنظيم احتجاجات أمام معاشيق – مقر الحكومة – للمطالبة بحقوقهم التي حُرموا منها لسنوات.

 

أولئك الذين قدّموا أرواحهم ودماءهم دفاعًا عن الوطن، كان الواجب أن يُحملوا على الأكتاف، وأن يُرعَوا ويُكرموا، وأن يُخلَّد عطاؤهم في ذاكرة الدولة والمجتمع. لكن المؤلم أننا نراهم اليوم يقفون في طوابير المطالبة، يستجدون حقوقهم في وطنٍ كان يفترض أن يكون وفيًّا لتضحياتهم.

 

والمفارقة المؤلمة أن هذا يحدث في بلدٍ ترعاه الرباعية الدولية: الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات. فكيف يُعقل أن يعيش أبطال المعارك وذووهم في هذه المعاناة القاسية، بينما يتحدث الجميع عن دعم اليمن واستقراره؟

 

وإذا كان انقطاع رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين لا يمكن بأي حال من الأحوال تفهمه، لأنه حق مشروع لهم، فكيف بنا أن نفهم صمت الحكومة عن حقوق الجرحى وأسر الشهداء الذين قدّموا أغلى ما يملكون؟ أليسوا هم أولى الناس بالعناية والتكريم؟

 

فأي فشل هذا؟ وأي فضيحة أكبر من أن يتحوّل من ضحّى بنفسه من أجل الوطن إلى متسولٍ لحقه؟

وماذا تبقى بعد ذلك من الفشل الذي لم يشهد له العالم مثيلاً؟

 

لكننا نقولها بمرارة وإيمان:

إن الشكوى لغير الله مذلة،

والشكوى أولًا وآخرًا لله،

فهو وحده القادر على أن يُنصف المظلوم، ويُعيد الحق لأهله، ويُرِيَ الظالمين سوء أعمالهم.

 

✍️ سعيد ناصر مجلبع بن فريد