أنا لا أزال على قناعة بعد مشوار طويل خصصته للملف الجنوبي والشمالي اليمني عموما بأن ما يحدث في الجنوب تحديدا ليس كما أشاعوا وروجوا حبا في الوحدة ما بين الشمال والجنوب ولو كان حبا في الوحدة لما أصدر مشايخ النهب والسرقة فتاوى تكفر الشعب الجنوبي ورغم تكفيرهم يريدون التوحد معهم!!! لا بل بقدر ما هو حبا في نهب ثروات الجنوب.
مع الأسف القيادات الجنوبية السابقة قبل الوحدة لم يستثمروا الموقع الاستراتيجي للجنوب ليحفظوا حق الجنوبيين وأمنهم واستقرارهم وتنميتهم ونهضتهم ومستقبلهم كان ولا يزال الجنوب يملك ما لا يملكه أي بلد في العالم قاطبة فلديهم أهم مورد للثروة الدائمة التي لا تنضب وهو الموقع الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب تجاريا ولن أتحدث عن الثروات الطبيعية والمعدنية من نفط وغاز ومناجم ذهب التي ينهبها تجار الحروب وأصحاب المصالح ودول ترى بأن استثمار هذا الموقع فقط وبحد ذاته دون استثمار بقية الموارد الطبيعية خطر عليهم لذلك يرون استقرار الجنوب وعودة الدولة لما قبل الوحدة المشؤومة خطرا يهدد مصالحهم ليس هم فقط وإنما كل من له مصلحة باستمرار الوضع الجنوبي على ما هو عليه من تدهور في كل المجالات بما فيهم ما تسمى بالشرعية الفاسدة للشرعية الشعبية لا شمالية ولا جنوبية.
لذلك فهم هذه المعادلة من قبل المجلس الانتقالي مهم جدا لتبني سياسية لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم فمن غير المعقول ولا المنطقي أن يستمر ما يحصل لشعب الجنوب دون أن يجد من يوقف ذلك الانحدار المستمر بمعيشته وهو يملك ما لايملكه الاخرون!!!
الأمر للشعب الجنوبي ليفكر بشكل برغماتي ليدفع بانتزاع حقه وعزته وكرامته من صعاليك نهب ثرواته في الوقت الذي يعيش به الشعب الجنوبي بلا كهرباء ولا رواتب واختلاق أزمات تلد أزمات وفهم هذه المعادلة هي القاعدة الأساسية وآن أوان اختراقها
فهل يخترقها الانتقالي أم الشعب الجنوبي؟
هذا ما سنراه بإذن الله في الثلاثين من نوفمبر المقبل.